حدیث ۶۲۰۱

(۶۲۰۱، ۹۰۶۹ و ۱۱۷۸۶) الکافی (ح ۵۶۸۹) و علل الشرائع (ج ۲، ص ۳۱۲): عَلیُّ بْنُ إبْراهیمَ عَنْ أبیهِ عَنِ ابْنِ أبی‌عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أبی‌عَبْدِاللهِ علیه‌السلام قالَ: «قالَ: «ما تَرْوی هَذِهِ النّاصِبَةُ؟» فَقُلْتُ: «جُعِلْتُ فِداکَ! فیما ذا؟» فَقالَ: «فی أذانِهِمْ وَ رُکوعِهِمْ وَ سُجودِهِمْ.» فَقُلْتُ: «إنَّهُمْ یَقولونَ: «إنَّ أُبَیَّ بْنَ کَعْبٍ رَآهُ فی النَّوْمِ.» فَقالَ: «کَذَبوا! فَإنَّ دینَ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ أعَزُّ مِنْ أنْ یُرَی فی النَّوْمِ.» قالَ: «فَقالَ لَهُ سَدیرٌ الصَّیْرَفیُ: «جُعِلْتُ فِداکَ! فَأحْدِثْ لَنا مِنْ ذَلِکَ ذِکْراً.» فَقالَ أبوعَبْدِاللهِ علیه‌السلام: «إنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمّا عَرَجَ بِنَبیِّهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله إلَی سَماواتِهِ السَّبْعِ، أمّا أولاهُنَّ، فَبارَکَ عَلَیْهِ وَ الثّانیَةَ عَلَّمَهُ فَرْضَهُ. فَأنْزَلَ اللهُ مَحْمِلاً مِنْ نورٍ، فیهِ أرْبَعونَ نَوْعاً مِنْ أنْواعِ النّورِ کانَتْ مُحْدِقَةً بِعَرْشِ اللهِ، تَغْشَی أبْصارَ النّاظِرینَ. أمّا واحِدٌ مِنْها، فَأصْفَرُ، فَمِنْ أجْلِ ذَلِکَ اصْفَرَّتِ الصُّفْرَةُ وَ واحِدٌ مِنْها أحْمَرُ، فَمِنْ أجْلِ ذَلِکَ، احْمَرَّتِ الْحُمْرَةُ وَ واحِدٌ مِنْها أبْیَضُ، فَمِنْ أجْلِ ذَلِکَ ابْیَضَّ الْبَیاضُ وَ الْباقی عَلَی سائِرِ عَدَدِ الْخَلْقِ مِنَ النّورِ وَ الْألْوانِ فی ذَلِکَ الْمَحْمِلِ حَلَقٌ وَ سَلاسِلُ مِنْ فِضَّةٍ. ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إلَی السَّماءِ. فَنَفَرَتِ الْمَلائِکَةُ إلَی أطْرافِ السَّماءِ وَ خَرَّتْ سُجَّداً وَ قالَتْ: «سُبّوحٌ قُدّوسٌ! ما أشْبَهَ هَذا النّورَ، بِنورِ رَبِّنا.» فَقالَ جَبْرَئیلُ علیه‌السلام: «اللهُ أکْبَرُ! اللهُ أکْبَرُ!» ثُمَّ فُتِحَتْ أبْوابُ السَّماءِ وَ اجْتَمَعَتِ الْمَلائِکَةُ. فَسَلَّمَتْ عَلَی النَّبیِّ صلی‌الله‌علیه‌وآله أفْواجاً وَ قالَتْ: «یا مُحَمَّدُ! کَیْفَ أخوکَ؟ إذا نَزَلْتَ، فَأقْرِئْهُ السَّلامَ.» قالَ النَّبیُّ صلی‌الله‌علیه‌وآله: «أ فَتَعْرِفونَهُ؟» قالوا: «وَ کَیْفَ لا نَعْرِفُهُ وَ قَدْ أُخِذَ میثاقُکَ وَ میثاقُهُ مِنّا وَ میثاقُ شیعَتِهِ إلَی یَوْمِ الْقیامَةِ عَلَیْنا وَ إنّا لَنَتَصَفَّحُ وُجوهَ شیعَتِهِ فی کُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ خَمْساً.» یَعْنونَ فی کُلِّ وَقْتِ صَلاةٍ «وَ إنّا لَنُصَلّی عَلَیْکَ وَ عَلَیْهِ.» قالَ: «ثُمَّ زادَنی رَبّی أرْبَعینَ نَوْعاً مِنْ أنْواعِ النّورِ، لا یُشْبِهُ النّورَ الْأوَّلَ وَ زادَنی حَلَقاً وَ سَلاسِلَ وَ عَرَجَ بی إلَی السَّماءِ الثّانیَةِ. فَلَمّا قَرِبْتُ مِنْ بابِ السَّماءِ الثّانیَةِ، نَفَرَتِ الْمَلائِکَةُ إلَی أطْرافِ السَّماءِ وَ خَرَّتْ سُجَّداً وَ قالَتْ: «سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ الْمَلائِکَةِ وَ الرّوحِ! ما أشْبَهَ هَذا النّورَ بِنورِ رَبِّنا.» فَقالَ جَبْرَئیلُ علیه‌السلام: «أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ. أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ.» فَاجْتَمَعَتِ الْمَلائِکَةُ وَ قالَتْ: «یا جَبْرَئیلُ! مَنْ هَذا مَعَکَ؟» قالَ: «هَذا مُحَمَّدٌ صلی‌الله‌علیه‌وآله.» قالوا: «وَ قَدْ بُعِثَ؟» قالَ: «نَعَمْ!»» قالَ النَّبیُّ صلی‌الله‌علیه‌وآله: «فَخَرَجوا إلَیَّ شِبْهَ الْمَعانیقِ. فَسَلَّموا عَلَیَّ وَ قالوا: «أقْرِئْ أخاکَ السَّلامَ.» قُلْتُ: «أ تَعْرِفونَهُ؟» قالوا: «وَ کَیْفَ لا نَعْرِفُهُ وَ قَدْ أُخِذَ میثاقُکَ وَ میثاقُهُ وَ میثاقُ شیعَتِهِ إلَی یَوْمِ الْقیامَةِ عَلَیْنا وَ إنّا لَنَتَصَفَّحُ وُجوهَ شیعَتِهِ فی کُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ خَمْساً.»» یَعْنونَ فی کُلِّ وَقْتِ صَلاةٍ. قالَ: «ثُمَّ زادَنی رَبّی أرْبَعینَ نَوْعاً مِنْ أنْواعِ النّورِ لا تُشْبِهُ الْأنْوارَ الْأولَی. ثُمَّ عَرَجَ بی إلَی السَّماءِ الثّالِثَةِ. فَنَفَرَتِ الْمَلائِکَةُ وَ خَرَّتْ سُجَّداً وَ قالَتْ: «سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ الْمَلائِکَةِ وَ الرّوحِ! ما هَذا النّورُ الَّذی یُشْبِهُ نورَ رَبِّنا؟» فَقالَ جَبْرَئیلُ علیه‌السلام: «أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللهِ! أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللهِ!» فَاجْتَمَعَتِ الْمَلائِکَةُ وَ قالَتْ: «مَرْحَباً بِالْأوَّلِ وَ مَرْحَباً بِالْآخِرِ وَ مَرْحَباً بِالْحاشِرِ وَ مَرْحَباً بِالنّاشِرِ. مُحَمَّدٌ خَیْرُ النَّبیّینَ وَ عَلیٌّ خَیْرُ الْوَصیّینَ.»» قالَ النَّبیُّ صلی‌الله‌علیه‌وآله: «ثُمَّ سَلَّموا عَلَیَّ وَ سَألونی عَنْ أخی.» قُلْتُ: «هُوَ فی الْأرْضِ. أ فَتَعْرِفونَهُ؟» قالوا: «وَ کَیْفَ لا نَعْرِفُهُ وَ قَدْ نَحُجُّ الْبَیْتَ الْمَعْمورَ کُلَّ سَنَةٍ وَ عَلَیْهِ رَقٌّ أبْیَضُ فیهِ اسْمُ مُحَمَّدٍ وَ اسْمُ عَلیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأئِمَّةِ علیهم‌السلام وَ شیعَتِهِمْ إلَی یَوْمِ الْقیامَةِ وَ إنّا لَنُبارِکُ عَلَیْهِمْ کُلَّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ خَمْساً»» یَعْنونَ فی وَقْتِ کُلِّ صَلاةٍ وَ یَمْسَحونَ رُءوسَهُمْ بِأیْدیهِمْ. قالَ: «ثُمَّ زادَنی رَبّی أرْبَعینَ نَوْعاً مِنْ أنْواعِ النّورِ لا تُشْبِهُ تِلْکَ الْأنْوارَ الْأولَی. ثُمَّ عَرَجَ بی حَتَّی انْتَهَیْتُ إلَی السَّماءِ الرّابِعَةِ. فَلَمْ تَقُلِ الْمَلائِکَةُ شَیْئاً وَ سَمِعْتُ دَویّاً، کَأنَّهُ فی الصُّدورِ. فَاجْتَمَعَتِ الْمَلائِکَةُ، فَفُتِحَتْ أبْوابُ السَّماءِ وَ خَرَجَتْ إلَیَّ شِبْهَ الْمَعانیقِ. فَقالَ جَبْرَئیلُ علیه‌السلام: «حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ! حَیَّ عَلَی الصَّلاةِ! حَیَّ عَلَی الْفَلاحِ! حَیَّ عَلَی الْفَلاحِ!» فَقالَتِ الْمَلائِکَةُ: «صَوْتانِ مَقْرونانِ مَعْروفانِ.» فَقالَ جَبْرَئیلُ علیه‌السلام: «قَدْ قامَتِ الصَّلاةُ! قَدْ قامَتِ الصَّلاةُ!» فَقالَتِ الْمَلائِکَةُ: «هیَ لِشیعَتِهِ إلَی یَوْمِ الْقیامَةِ.» ثُمَّ اجْتَمَعَتِ الْمَلائِکَةُ وَ قالَتْ: «کَیْفَ تَرَکْتَ أخاکَ؟» فَقُلْتُ لَهُمْ: «وَ تَعْرِفونَهُ؟» قالوا: «نَعْرِفُهُ وَ شیعَتَهُ وَ هُمْ نورٌ حَوْلَ عَرْشِ اللهِ وَ إنَّ فی الْبَیْتِ الْمَعْمورِ لَرَقّاً مِنْ نورٍ، فیهِ کِتابٌ مِنْ نورٍ، فیهِ اسْمُ مُحَمَّدٍ وَ عَلیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأئِمَّةِ وَ شیعَتِهِمْ إلَی یَوْمِ الْقیامَةِ. لا یَزیدُ فیهِمْ رَجُلٌ وَ لا یَنْقُصُ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَ إنَّهُ لَمیثاقُنا وَ إنَّهُ لَیُقْرَأُ عَلَیْنا کُلَّ یَوْمِ جُمُعَةٍ.» ثُمَّ قیلَ لی: «ارْفَعْ رَأْسَکَ یا مُحَمَّدُ!» فَرَفَعْتُ رَأْسی، فَإذا أطْباقُ السَّماءِ قَدْ خُرِقَتْ وَ الْحُجُبُ قَدْ رُفِعَتْ. ثُمَّ قالَ لی: «طَأْطِئْ رَأْسَکَ، انْظُرْ ما تَرَی؟» فَطَأْطَأْتُ رَأْسی، فَنَظَرْتُ إلَی بَیْتٍ مِثْلِ بَیْتِکُمْ هَذا وَ حَرَمٍ مِثْلِ حَرَمِ هَذا الْبَیْتِ. لَوْ ألْقَیْتُ شَیْئاً مِنْ یَدی، لَمْ یَقَعْ إلّا عَلَیْهِ. فَقیلَ لی: «یا مُحَمَّدُ! إنَّ هَذا الْحَرَمُ وَ أنْتَ الْحَرامُ وَ لِکُلِّ مِثْلٍ مِثالٌ.» ثُمَّ أوْحَی اللهُ إلَیَّ: «یا مُحَمَّدُ! ادْنُ مِنْ صادٍ، فَاغْسِلْ مَساجِدَکَ وَ طَهِّرْها وَ صَلِّ لِرَبِّکَ.»» فَدَنا رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله مِنْ صادٍ وَ هُوَ ماءٌ یَسیلُ مِنْ ساقِ الْعَرْشِ الْأیْمَنِ. فَتَلَقَّی رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله الْماءَ بِیَدِهِ الْیُمْنَی، فَمِنْ أجْلِ ذَلِکَ صارَ الْوُضوءُ بِالْیَمینِ. ثُمَّ أوْحَی اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إلَیْهِ أنِ اغْسِلْ وَجْهَکَ، فَإنَّکَ تَنْظُرُ إلَی عَظَمَتی. ثُمَّ اغْسِلْ ذِراعَیْکَ الْیُمْنَی وَ الْیُسْرَی، فَإنَّکَ تَلَقَّی بِیَدِکَ کَلامی. ثُمَّ امْسَحْ رَأْسَکَ بِفَضْلِ ما بَقیَ فی یَدَیْکَ مِنَ الْماءِ وَ رِجْلَیْکَ إلَی کَعْبَیْکَ، فَإنّی أُبارِکُ عَلَیْکَ وَ أوطِئُکَ مَوْطِئاً لَمْ یَطَأْهُ أحَدٌ غَیْرُکَ. فَهَذا عِلَّةُ الْأذانِ وَ الْوُضوءِ. ثُمَّ أوْحَی اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إلَیْهِ: «یا مُحَمَّدُ! اسْتَقْبِلِ الْحَجَرَ الْأسْوَدَ وَ کَبِّرْنی عَلَی عَدَدِ حُجُبی.» فَمِنْ أجْلِ ذَلِکَ صارَ التَّکْبیرُ سَبْعاً، لِأنَّ الْحُجُبَ سَبْعٌ. «فَافْتَتِحْ عِنْدَ انْقِطاعِ الْحُجُبِ.» فَمِنْ أجْلِ ذَلِکَ صارَ الِافْتِتاحُ سُنَّةً وَ الْحُجُبُ مُتَطابِقَةٌ. بَیْنَهُنَّ بِحارُ النّورِ وَ ذَلِکَ النّورُ الَّذی أنْزَلَهُ اللهُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی‌الله‌علیه‌وآله. فَمِنْ أجْلِ ذَلِکَ صارَ الِافْتِتاحُ ثَلاثَ مَرّاتٍ، لِافْتِتاحِ الْحُجُبِ ثَلاثَ مَرّاتٍ، فَصارَ التَّکْبیرُ سَبْعاً وَ الِافْتِتاحُ ثَلاثاً. فَلَمّا فَرَغَ مِنَ التَّکْبیرِ وَ الِافْتِتاحِ، أوْحَی اللهُ إلَیْهِ: «سَمِّ بِاسْمی.» فَمِنْ أجْلِ ذَلِکَ جُعِلَ «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ» فی أوَّلِ السّورَةِ. ثُمَّ أوْحَی اللهُ إلَیْهِ أنِ احْمَدْنی. فَلَمّا قالَ: «الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمینَ»، قالَ النَّبیُّ فی نَفْسِهِ، شُکْراً. فَأوْحَی اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إلَیْهِ: «قَطَعْتَ حَمْدی. فَسَمِّ بِاسْمی.» فَمِنْ أجْلِ ذَلِکَ جُعِلَ فی الْحَمْدِ «الرَّحْمنِ الرَّحیمِ» مَرَّتَیْنِ. فَلَمّا بَلَغَ «وَ لا الضّالّینَ»، قالَ النَّبیُّ صلی‌الله‌علیه‌وآله: «الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمینَ» شُکْراً. فَأوْحَی اللهُ إلَیْهِ: «قَطَعْتَ ذِکْری، فَسَمِّ بِاسْمی. فَمِنْ أجْلِ ذَلِکَ جُعِلَ «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ» فی أوَّلِ السّورَةِ. ثُمَّ أوْحَی اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إلَیْهِ: «اقْرَأْ یا مُحَمَّدُ! نِسْبَةَ رَبِّکَ تَبارَکَ وَ تَعالَی: «قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یولَدْ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفواً أحَدٌ».» ثُمَّ أمْسَکَ عَنْهُ الْوَحْیَ. فَقالَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله: «الْواحِدُ الْأحَدُ الصَّمَدُ.» فَأوْحَی اللهُ إلَیْهِ: «لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یولَدْ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفواً أحَدٌ». ثُمَّ أمْسَکَ عَنْهُ الْوَحْیَ. فَقالَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله: «کَذَلِکَ اللهُ! کَذَلِکَ اللهُ! رَبُّنا!» فَلَمّا قالَ ذَلِکَ، أوْحَی اللهُ إلَیْهِ: «ارْکَعْ لِرَبِّکَ. یا مُحَمَّدُ!» فَرَکَعَ. فَأوْحَی اللهُ إلَیْهِ وَ هُوَ راکِعٌ: «قُلْ: «سُبْحانَ رَبّیَ الْعَظیمِ.»» فَفَعَلَ ذَلِکَ ثَلاثاً. ثُمَّ أوْحَی اللهُ إلَیْهِ أنِ ارْفَعْ رَأْسَکَ یا مُحَمَّدُ! فَفَعَلَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله. فَقامَ مُنْتَصِباً. فَأوْحَی اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إلَیْهِ أنِ اسْجُدْ لِرَبِّکَ یا مُحَمَّدُ! فَخَرَّ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله ساجِداً. فَأوْحَی اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إلَیْهِ: «قُلْ: «سُبْحانَ رَبّیَ الْأعْلَی.»» فَفَعَلَ ذَلِکَ ثَلاثاً. ثُمَّ أوْحَی اللهُ إلَیْهِ: «اسْتَوِ جالِساً یا مُحَمَّدُ!» فَفَعَلَ. فَلَمّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجودِهِ وَ اسْتَوَی جالِساً، نَظَرَ إلَی عَظَمَتِهِ تَجَلَّتْ لَهُ، فَخَرَّ ساجِداً مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِهِ، لا لِأمْرٍ أُمِرَ بِهِ. فَسَبَّحَ أیْضاً ثَلاثاً. فَأوْحَی اللهُ إلَیْهِ انْتَصِبْ قائِماً. فَفَعَلَ، فَلَمْ یَرَ ما کانَ رَأی مِنَ الْعَظَمَةِ. فَمِنْ أجْلِ ذَلِکَ صارَتِ الصَّلاةُ رَکْعَةً وَ سَجْدَتَیْنِ. ثُمَّ أوْحَی اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إلَیْهِ: «اقْرَأْ بِالْحَمْدِ لِلّهِ.» فَقَرَأها مِثْلَ ما قَرَأ أوَّلاً. ثُمَّ أوْحَی اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إلَیْهِ: «اقْرَأْ «إنّا أنْزَلْناهُ»، فَإنَّها نِسْبَتُکَ وَ نِسْبَةُ أهْلِ بَیْتِکَ إلَی یَوْمِ الْقیامَةِ.» وَ فَعَلَ فی الرُّکوعِ مِثْلَ ما فَعَلَ فی الْمَرَّةِ الْأولَی. ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةً واحِدَةً، فَلَمّا رَفَعَ رَأْسَهُ، تَجَلَّتْ لَهُ الْعَظَمَةُ، فَخَرَّ ساجِداً مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِهِ، لا لِأمْرٍ أُمِرَ بِهِ. فَسَبَّحَ أیْضاً. ثُمَّ أوْحَی اللهُ إلَیْهِ: «ارْفَعْ رَأْسَکَ یا مُحَمَّدُ! ثَبَّتَکَ رَبُّکَ.» فَلَمّا ذَهَبَ لِیَقومَ، قیلَ: «یا مُحَمَّدُ! اجْلِسْ!» فَجَلَسَ. فَأوْحَی اللهُ إلَیْهِ: «یا مُحَمَّدُ! إذا ما أنْعَمْتُ عَلَیْکَ، فَسَمِّ بِاسْمی.» فَأُلْهِمَ أنْ قالَ: «بِسْمِ اللهِ وَ بِاللهِ وَ لا إلَهَ إلّا اللهُ وَ الْأسْماءُ الْحُسْنَی کُلُّها لِلّهِ.» ثُمَّ أوْحَی اللهُ إلَیْهِ: «یا مُحَمَّدُ! صَلِّ عَلَی نَفْسِکَ وَ عَلَی أهْلِ بَیْتِکَ.» فَقالَ: «صَلَّی اللهُ عَلَیَّ وَ عَلَی أهْلِ بَیْتی.» وَ قَدْ فَعَلَ. ثُمَّ الْتَفَتَ، فَإذا بِصُفوفٍ مِنَ الْمَلائِکَةِ وَ الْمُرْسَلینَ وَ النَّبیّینَ. فَقیلَ: «یا مُحَمَّدُ! سَلِّمْ عَلَیْهِمْ.» فَقالَ: «السَّلامُ عَلَیْکُمْ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَکاتُهُ.» فَأوْحَی اللهُ إلَیْهِ أنَّ السَّلامَ وَ التَّحیَّةَ وَ الرَّحْمَةَ وَ الْبَرَکاتِ أنْتَ وَ ذُرّیَّتُکَ. ثُمَّ أوْحَی اللهُ إلَیْهِ أنْ لا یَلْتَفِتَ یَساراً وَ أوَّلُ آیَةٍ سَمِعَها بَعْدَ «قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ» وَ «إنّا أنْزَلْناهُ»، آیَةُ «أصْحابِ الْیَمینِ» وَ «أصْحابِ الشِّمالِ». فَمِنْ أجْلِ ذَلِکَ کانَ السَّلامُ واحِدَةً تُجاهَ الْقِبْلَةِ وَ مِنْ أجْلِ ذَلِکَ کانَ التَّکْبیرُ فی السُّجودِ شُکْراً وَ قَوْلُهُ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، لِأنَّ النَّبیَّ صلی‌الله‌علیه‌وآله سَمِعَ ضَجَّةَ الْمَلائِکَةِ بِالتَّسْبیحِ وَ التَّحْمیدِ وَ التَّهْلیلِ. فَمِنْ أجْلِ ذَلِکَ قالَ: «سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ» وَ مِنْ أجْلِ ذَلِکَ صارَتِ الرَّکْعَتانِ الْأولَیانِ، کُلَّما أحْدَثَ فیهِما حَدَثاً، کانَ عَلَی صاحِبِهِما إعادَتُهُما.فَهَذا الْفَرْضُ الْأوَّلُ فی صَلاةِ الزَّوالِ یَعْنی صَلاةَ الظُّهْرِ.»»

کلیدواژه‌ها:

فهرست مطالب

باز کردن همه | بستن همه