حدیث ۹۸۹۲

(۹۸۹۲) الکافی (ح ۱۵۳۱۸): عَلیُّ بْنُ إبْراهیمَ عَنْ أبیهِ عَنِ ابْنِ أبی‌عُمَیْرٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ مُعاویَةَ بْنِ عَمّارٍ عَنْ أبی‌عَبْدِاللهِ علیه‌السلام قالَ: «لَمّا خَرَجَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله فی غَزْوَةِ الْحُدَیْبیَةِ، خَرَجَ فی ذی الْقَعْدَةِ. فَلَمّا انْتَهَی إلَی الْمَکانِ الَّذی أحْرَمَ فیهِ، أحْرَموا وَ لَبِسوا السِّلاحَ. فَلَمّا بَلَغَهُ أنَّ الْمُشْرِکینَ قَدْ أرْسَلوا إلَیْهِ خالِدَ بْنَ الْوَلیدِ لِیَرُدَّهُ، قالَ: «ابْغونی رَجُلاً، یَأْخُذُنی عَلَی غَیْرِ هَذا الطَّریقِ.» فَأُتیَ بِرَجُلٍ مِنْ مُزَیْنَةَ أوْ مِنْ جُهَیْنَةَ. فَسَألَهُ، فَلَمْ یُوافِقْهُ. فَقالَ: «ابْغونی رَجُلاً غَیْرَهُ.» فَأُتیَ بِرَجُلٍ آخَرَ، إمّا مِنْ مُزَیْنَةَ وَ إمّا مِنْ جُهَیْنَةَ.» قالَ: «فَذَکَرَ لَهُ، فَأخَذَهُ مَعَهُ حَتَّی انْتَهَی إلَی الْعَقَبَةِ. فَقالَ: «مَنْ یَصْعَدْها، حَطَّ اللهُ عَنْهُ کَما حَطَّ اللهُ عَنْ بَنی‌إسْرائیلَ، فَقالَ لَهُمُ: «ادْخُلوا الْبابَ سُجَّداً» … «نَغْفِرْ لَکُمْ خَطایاکُمْ»»». قالَ: «فَابْتَدَرَها خَیْلُ الْأنْصارِ، الْأوْسِ وَ الْخَزْرَجِ.» قالَ: «وَ کانوا ألْفاً وَ ثَمانَمِائَةٍ. فَلَمّا هَبَطوا إلَی الْحُدَیْبیَةِ، إذا امْرَأةٌ مَعَها ابْنُها عَلَی الْقَلیبِ. فَسَعَی ابْنُها هارِباً. فَلَمّا أثْبَتَتْ أنَّهُ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله، صَرَخَتْ بِهِ: «هَؤُلاءِ الصّابِئونَ، لَیْسَ عَلَیْکَ مِنْهُمْ بَأْسٌ.» فَأتاها رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله، فَأمَرَها، فَاسْتَقَتْ دَلْواً مِنْ ماءٍ. فَأخَذَهُ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله، فَشَرِبَ وَ غَسَلَ وَجْهَهُ. فَأخَذَتْ فَضْلَتَهُ، فَأعادَتْهُ فی الْبِئْرِ. فَلَمْ تَبْرَحْ حَتَّی السّاعَةِ وَ خَرَجَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله. فَأرْسَلَ إلَیْهِ الْمُشْرِکونَ أبانَ بْنَ سَعیدٍ فی الْخَیْلِ، فَکانَ بِإزائِهِ. ثُمَّ أرْسَلوا الْحُلَیْسَ. فَرَأی الْبُدْنَ وَ هیَ تَأْکُلُ بَعْضُها أوْبارَ بَعْضٍ. فَرَجَعَ وَ لَمْ یَأْتِ رَسولَ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله وَ قالَ لِأبی‌سُفْیانَ: «یا أباسُفْیانَ! أما وَ اللهِ! ما عَلَی هَذا حالَفْناکُمْ عَلَی أنْ تَرُدّوا الْهَدْیَ عَنْ مَحِلِّهِ.» فَقالَ: «اسْکُتْ! فَإنَّما أنْتَ أعْرابیٌّ.» فَقالَ: «أما وَ اللهِ! لَتُخَلّیَنَّ عَنْ مُحَمَّدٍ وَ ما أرادَ أوْ لَأنْفَرِدَنَّ فی الْأحابیشِ.» فَقالَ: «اسْکُتْ! حَتَّی نَأْخُذَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَلْثاً.» فَأرْسَلوا إلَیْهِ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعودٍ وَ قَدْ کانَ جاءَ إلَی قُرَیْشٍ فی الْقَوْمِ الَّذینَ أصابَهُمُ الْمُغیرَةُ بْنُ شُعْبَةَ. کانَ خَرَجَ مَعَهُمْ مِنَ الطّائِفِ وَ کانوا تُجّاراً، فَقَتَلَهُمْ وَ جاءَ بِأمْوالِهِمْ إلَی رَسولِ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله. فَأبَی رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله أنْ یَقْبَلَها وَ قالَ: «هَذا غَدْرٌ وَ لا حاجَةَ لَنا فیهِ.» فَأرْسَلوا إلَی رَسولِ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله، فَقالوا: «یا رَسولَ اللهِ! هَذا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعودٍ قَدْ أتاکُمْ وَ هُوَ یُعَظِّمُ الْبُدْنَ.» قالَ: «فَأقیموها»، فَأقاموها. فَقالَ: «یا مُحَمَّدُ! مَجیءَ مَنْ جِئْتَ؟» قالَ: «جِئْتُ أطوفُ بِالْبَیْتِ وَ أسْعَی بَیْنَ الصَّفا وَ الْمَرْوَةِ وَ أنْحَرُ هَذِهِ الْإبِلَ وَ أُخَلّی عَنْکُمْ عَنْ لُحْمانِها.» قالَ: «لا! وَ اللّاتِ وَ الْعُزَّی! فَما رَأیْتُ مِثْلَکَ، رُدَّ عَمّا جِئْتَ لَهُ. إنَّ قَوْمَکَ یُذَکِّرونَکَ اللهَ وَ الرَّحِمَ أنْ تَدْخُلَ عَلَیْهِمْ بِلادَهُمْ بِغَیْرِ إذْنِهِمْ وَ أنْ تَقْطَعَ أرْحامَهُمْ وَ أنْ تُجَرّیَ عَلَیْهِمْ عَدُوَّهُمْ.» فَقالَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله: «ما أنا بِفاعِلٍ حَتَّی أدْخُلَها.»» قالَ: «وَ کانَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعودٍ حینَ کَلَّمَ رَسولَ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله، تَناوَلَ لِحْیَتَهُ وَ الْمُغیرَةُ قائِمٌ عَلَی رَأْسِهِ. فَضَرَبَ بِیَدِهِ. فَقالَ: «مَنْ هَذا؟ یا مُحَمَّدُ!» فَقالَ: «هَذا ابْنُ أخیکَ الْمُغیرَةُ.» فَقالَ: «یا غُدَرُ! وَ اللهِ! ما جِئْتَ إلّا فی غَسْلِ سَلْحَتِکَ.»» قالَ: «فَرَجَعَ إلَیْهِمْ، فَقالَ لِأبی‌سُفْیانَ وَ أصْحابِهِ: «لا! وَ اللهِ! ما رَأیْتُ مِثْلَ مُحَمَّدٍ رُدَّ عَمّا جاءَ لَهُ.» فَأرْسَلوا إلَیْهِ سُهَیْلَ بْنَ عَمْرٍو وَ حوَیْطِبَ بْنَ عَبْدِالْعُزَّی. فَأمَرَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله، فَأُثیرَتْ فی وُجوهِهِمُ الْبُدْنُ. فَقالا: «مَجیءَ مَنْ جِئْتَ؟» قالَ: «جِئْتُ لِأطوفَ بِالْبَیْتِ وَ أسْعَی بَیْنَ الصَّفا وَ الْمَرْوَةِ وَ أنْحَرَ الْبُدْنَ وَ أُخَلّیَ بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَ لُحْمانِها.» فَقالا: «إنَّ قَوْمَکَ یُناشِدونَکَ اللهَ وَ الرَّحِمَ أنْ تَدْخُلَ عَلَیْهِمْ بِلادَهُمْ بِغَیْرِ إذْنِهِمْ وَ تَقْطَعَ أرْحامَهُمْ وَ تُجَرّیَ عَلَیْهِمْ عَدُوَّهُمْ.»» قالَ: «فَأبَی عَلَیْهِما رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله إلّا أنْ یَدْخُلَها وَ کانَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله أرادَ أنْ یَبْعَثَ عُمَرَ. فَقالَ: «یا رَسولَ اللهِ! إنَّ عَشیرَتی قَلیلٌ وَ إنّی فیهِمْ عَلَی ما تَعْلَمُ وَ لَکِنّی أدُلُّکَ عَلَی عُثْمانَ بْنِ عَفّانَ.» فَأرْسَلَ إلَیْهِ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله، فَقالَ: «انْطَلِقْ إلَی قَوْمِکَ مِنَ الْمُؤْمِنینَ، فَبَشِّرْهُمْ بِما وَعَدَنی رَبّی مِنْ فَتْحِ مَکَّةَ.» فَلَمّا انْطَلَقَ عُثْمانُ، لَقیَ أبانَ بْنَ سَعیدٍ. فَتَأخَّرَ عَنِ السَّرْحِ، فَحَمَلَ عُثْمانَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ دَخَلَ عُثْمانُ، فَأعْلَمَهُمْ وَ کانَتِ الْمُناوَشَةُ. فَجَلَسَ سُهَیْلُ بْنُ عَمْرٍو عِنْدَ رَسولِ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله وَ جَلَسَ عُثْمانُ فی عَسْکَرِ الْمُشْرِکینَ وَ بایَعَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله الْمُسْلِمینَ وَ ضَرَبَ بِإحْدَی یَدَیْهِ عَلَی الْأُخْرَی لِعُثْمانَ وَ قالَ الْمُسْلِمونَ: «طوبَی لِعُثْمانَ! قَدْ طافَ بِالْبَیْتِ وَ سَعَی بَیْنَ الصَّفا وَ الْمَرْوَةِ وَ أحَلَّ.» فَقالَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله: «ما کانَ لِیَفْعَلَ.» فَلَمّا جاءَ عُثْمانُ، قالَ لَهُ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله: «أ طُفْتَ بِالْبَیْتِ؟» فَقالَ: «ما کُنْتُ لِأطوفَ بِالْبَیْتِ وَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله لَمْ یَطُفْ بِهِ.» ثُمَّ ذَکَرَ الْقِصَّةَ وَ ما کانَ فیها. فَقالَ لِعَلیٍّ علیه‌السلام: «اکْتُبْ «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ». فَقالَ سُهَیْلٌ: «ما أدْری؟! ما الرَّحْمَنُ الرَّحیمُ؟! إلّا أنّی أظُنُّ هَذا الَّذی بِالْیَمامَةِ وَ لَکِنِ اکْتُبْ کَما نَکْتُبُ: «بِاسْمِکَ اللّهُمَّ.» قالَ: «وَ اکْتُبْ: «هَذا ما قاضَی عَلَیْهِ رَسولُ اللهِ، سُهَیْلَ بْنَ عَمْرٍو». فَقالَ سُهَیْلٌ: «فَعَلَی ما نُقاتِلُکَ یا مُحَمَّدُ!؟» فَقالَ: «أنا رَسولُ اللهِ وَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللهِ.» فَقالَ النّاسُ: «أنْتَ رَسولُ اللهِ.» قالَ: «اکْتُبْ.» فَکَتَبَ: «هَذا ما قاضَی عَلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللهِ.» فَقالَ النّاسُ: «أنْتَ رَسولُ اللهِ» وَ کانَ فی الْقَضیَّةِ أنَّ مَنْ کانَ مِنّا أتَی إلَیْکُمْ، رَدَدْتُموهُ إلَیْنا وَ رَسولُ اللهِ غَیْرُ مُسْتَکْرِهٍ عَنْ دینِهِ وَ مَنْ جاءَ إلَیْنا مِنْکُمْ، لَمْ نَرُدَّهُ إلَیْکُمْ. فَقالَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله: «لا حاجَةَ لَنا فیهِمْ» وَ عَلَی أنْ یُعْبَدَ اللهُ فیکُمْ عَلانیَةً غَیْرَ سِرٍّ وَ إنْ کانوا لَیَتَهادَوْنَ السُّیورَ فی الْمَدینَةِ إلَی مَکَّةَ وَ ما کانَتْ قَضیَّةٌ أعْظَمُ بَرَکَةً مِنْها. لَقَدْ کادَ أنْ یَسْتَوْلیَ عَلَی أهْلِ مَکَّةَ الْإسْلامُ. فَضَرَبَ سُهَیْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَی أبی‌جَنْدَلٍ، ابْنِهِ، فَقالَ: «أوَّلُ ما قاضَیْنا عَلَیْهِ.» فَقالَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله: «وَ هَلْ قاضَیْتُ عَلَی شَیْءٍ.» فَقالَ: «یا مُحَمَّدُ! ما کُنْتَ بِغَدّارٍ.»» قالَ: «فَذَهَبَ بِأبی‌جَنْدَلٍ. فَقالَ: «یا رَسولَ اللهِ! تَدْفَعُنی إلَیْهِ؟» قالَ: «وَ لَمْ أشْتَرِطْ لَکَ.»» قالَ: «وَ قالَ: «اللّهُمَّ! اجْعَلْ لِأبی‌جَنْدَلٍ مَخْرَجاً.»»

کلیدواژه‌ها:

فهرست مطالب

باز کردن همه | بستن همه