حدیث ۹-۱۹۲۰

(۱۹۲۰-۹) الکافی (ح ۱۴۸۱۶): مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقوبَ الْکُلَیْنیُ قالَ حَدَّثَنی عَلیُّ بْنُ إبْراهیمَ عَنْ أبیهِ عَنِ ابْنِ فَضّالٍ عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ عَنْ أبی‌عَبْدِاللهِ علیه‌السلام وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسْماعیلَ بْنِ بَزیعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنانٍ عَنْ إسْماعیلَ بْنِ جابِرٍ عَنْ أبی‌عَبْدِاللهِ علیه‌السلام أنَّهُ کَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسالَةِ إلَی أصْحابِهِ وَ أمَرَهُمْ بِمُدارَسَتِها وَ النَّظَرِ فیها وَ تَعاهُدِها وَ الْعَمَلِ بِها فَکانوا یَضَعونَها فی مَساجِدِ بُیوتِهِمْ فَإذا فَرَغوا مِنَ الصَّلاةِ نَظَروا فیها قالَ وَ حَدَّثَنی الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مالِکٍ الْکوفیِّ عَنِ الْقاسِمِ بْنِ الرَّبیعِ الصَّحّافِ عَنْ إسْماعیلَ بْنِ مَخْلَدٍ السَّرّاجِ عَنْ أبی‌عَبْدِاللهِ علیه‌السلام قالَ: «خَرَجَتْ هَذِهِ الرِّسالَةُ مِنْ أبی‌عَبْدِاللهِ علیه‌السلام إلَی أصْحابِهِ: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ، أمّا بَعْدُ؛ فَاسْألوا رَبَّکُمُ الْعافیَةَ وَ عَلَیْکُمْ بِالدَّعَةِ وَ الْوَقارِ وَ السَّکینَةِ وَ عَلَیْکُمْ بِالْحَیاءِ وَ التَّنَزُّهِ عَمّا تَنَزَّهَ عَنْهُ الصّالِحونَ قَبْلَکُمْ وَ عَلَیْکُمْ بِمُجامَلَةِ أهْلِ الْباطِلِ. تَحَمَّلوا الضَّیْمَ مِنْهُمْ وَ إیّاکُمْ وَ مُماظَّتَهُمْ …» وَ قالَ: «أیَّتُها الْعِصابَةُ الْمَرْحومَةُ الْمُفْلِحَةُ! إنَّ اللهَ أتَمَّ لَکُمْ ما آتاکُمْ مِنَ الْخَیْرِ وَ اعْلَموا أنَّهُ لَیْسَ مِنْ عِلْمِ اللهِ وَ لا مِنْ أمْرِهِ أنْ یَأْخُذَ أحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ فی دینِهِ بِهَوًی وَ لا رَأْیٍ وَ لا مَقاییسَ. قَدْ أنْزَلَ اللهُ الْقُرْآنَ وَ جَعَلَ فیهِ تِبْیانَ کُلِّ شَیْءٍ وَ جَعَلَ لِلْقُرْآنِ وَ لِتَعَلُّمِ الْقُرْآنِ أهْلاً، لا یَسَعُ أهْلَ عِلْمِ الْقُرْآنِ الَّذینَ آتاهُمُ اللهُ عِلْمَهُ أنْ یَأْخُذوا فیهِ بِهَوًی وَ لا رَأْیٍ وَ لا مَقاییسَ. أغْناهُمُ اللهُ عَنْ ذَلِکَ بِما آتاهُمْ مِنْ عِلْمِهِ وَ خَصَّهُمْ بِهِ وَ وَضَعَهُ عِنْدَهُمْ کَرامَةً مِنَ اللهِ أکْرَمَهُمْ بِها وَ هُمْ أهْلُ الذِّکْرِ الَّذینَ أمَرَ اللهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِسُؤالِهِمْ وَ هُمُ الَّذینَ مَنْ سَألَهُمْ وَ قَدْ سَبَقَ فی عِلْمِ اللهِ أنْ یُصَدِّقَهُمْ وَ یَتَّبِعَ أثَرَهُمْ، أرْشَدوهُ وَ أعْطَوْهُ مِنْ عِلْمِ الْقُرْآنِ ما یَهْتَدی بِهِ إلَی اللهِ بِإذْنِهِ وَ إلَی جَمیعِ سُبُلِ الْحَقِّ وَ هُمُ الَّذینَ لا یَرْغَبُ عَنْهُمْ وَ عَنْ مَسْألَتِهِمْ وَ عَنْ عِلْمِهِمُ الَّذی أکْرَمَهُمُ اللهُ بِهِ وَ جَعَلَهُ عِنْدَهُمْ، إلّا مَنْ سَبَقَ عَلَیْهِ فی عِلْمِ اللهِ الشَّقاءُ فی أصْلِ الْخَلْقِ تَحْتَ الْأظِلَّةِ. فَأولَئِکَ الَّذینَ یَرْغَبونَ عَنْ سُؤالِ أهْلِ الذِّکْرِ وَ الَّذینَ آتاهُمُ اللهُ عِلْمَ الْقُرْآنِ وَ وَضَعَهُ عِنْدَهُمْ وَ أمَرَ بِسُؤالِهِمْ وَ أولَئِکَ الَّذینَ یَأْخُذونَ بِأهْوائِهِمْ وَ آرائِهِمْ وَ مَقاییسِهِمْ حَتَّی دَخَلَهُمُ الشَّیْطانُ، لِأنَّهُمْ جَعَلوا أهْلَ الْإیمانِ فی عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللهِ کافِرینَ وَ جَعَلوا أهْلَ الضَّلالَةِ فی عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللهِ مُؤْمِنینَ وَ حَتَّی جَعَلوا ما أحَلَّ اللهُ فی کَثیرٍ مِنَ الْأمْرِ حَراماً وَ جَعَلوا ما حَرَّمَ اللهُ فی کَثیرٍ مِنَ الْأمْرِ حَلالاً، فَذَلِکَ أصْلُ ثَمَرَةِ أهْوائِهِمْ وَ قَدْ عَهِدَ إلَیْهِمْ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله قَبْلَ مَوْتِهِ، فَقالوا: «نَحْنُ بَعْدَ ما قَبَضَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسولَهُ، یَسَعُنا أنْ نَأْخُذَ بِما اجْتَمَعَ عَلَیْهِ رَأْیُ النّاسِ بَعْدَ ما قَبَضَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسولَهُ صلی‌الله‌علیه‌وآله وَ بَعْدَ عَهْدِهِ الَّذی عَهِدَهُ إلَیْنا وَ أمَرَنا بِهِ مُخالِفاً لِلّهِ وَ لِرَسولِهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله.» فَما أحَدٌ أجْرَأ عَلَی اللهِ وَ لا أبْیَنَ ضَلالَةً مِمَّنْ أخَذَ بِذَلِکَ وَ زَعَمَ أنَّ ذَلِکَ یَسَعُهُ. وَ اللهِ! إنَّ لِلّهِ عَلَی خَلْقِهِ أنْ یُطیعوهُ وَ یَتَّبِعوا أمْرَهُ فی حَیاةِ مُحَمَّدٍ صلی‌الله‌علیه‌وآله وَ بَعْدَ مَوْتِهِ. هَلْ یَسْتَطیعُ أولَئِکَ أعْداءُ اللهِ أنْ یَزْعُموا أنَّ أحَداً مِمَّنْ أسْلَمَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلی‌الله‌علیه‌وآله، أخَذَ بِقَوْلِهِ وَ رَأْیِهِ وَ مَقاییسِهِ. فَإنْ قالَ: «نَعَمْ!»، فَقَدْ کَذَبَ عَلَی اللهِ وَ ضَلَّ ضَلالاً بَعیداً وَ إنْ قالَ: «لا!»، لَمْ یَکُنْ لِأحَدٍ أنْ یَأْخُذَ بِرَأْیِهِ وَ هَواهُ وَ مَقاییسِهِ. فَقَدْ أقَرَّ بِالْحُجَّةِ عَلَی نَفْسِهِ وَ هُوَ مِمَّنْ یَزْعُمُ أنَّ اللهَ یُطاعُ وَ یُتَّبَعُ أمْرُهُ بَعْدَ قَبْضِ رَسولِ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله وَ قَدْ قالَ اللهُ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ: «وَ ما مُحَمَّدٌ إلّا رَسولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أ فَإنْ ماتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أعْقابِکُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزی اللهُ الشّاکِرینَ» وَ ذَلِکَ لِتَعْلَموا أنَّ اللهَ یُطاعُ وَ یُتَّبَعُ أمْرُهُ فی حَیاةِ مُحَمَّدٍ صلی‌الله‌علیه‌وآله وَ بَعْدَ قَبْضِ اللهِ مُحَمَّداً صلی‌الله‌علیه‌وآله وَ کَما لَمْ یَکُنْ لِأحَدٍ مِنَ النّاسِ مَعَ مُحَمَّدٍ صلی‌الله‌علیه‌وآله أنْ یَأْخُذَ بِهَواهُ وَ لا رَأْیِهِ وَ لا مَقاییسِهِ، خِلافاً لِأمْرِ مُحَمَّدٍ صلی‌الله‌علیه‌وآله، فَکَذَلِکَ لَمْ یَکُنْ لِأحَدٍ مِنَ النّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی‌الله‌علیه‌وآله أنْ یَأْخُذَ بِهَواهُ وَ لا رَأْیِهِ وَ لا مَقاییسِهِ.» …»

فهرست مطالب

باز کردن همه | بستن همه