حدیث ۷-۹۴۸۸

(۹۴۸۸-۷، ۹۵۲۴ و ۱۰۹۱۷) التوحید (ص ۱۸۶) و عیون أخبار الرضا علیه‌السلام (ج ۱، ص ۱۴۵): حَدَّثَنا عَلیُّ بْنُ أحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرانَ الدَّقّاقُ رحمه‌الله قالَ حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقوبَ الْکُلَیْنیُّ قالَ حَدَّثَنا عَلیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خالِدٍ عَنْ أبی‌الْحَسَنِ الرِّضا علیه‌السلام أنَّهُ قالَ: «اعْلَمْ عَلَّمَکَ اللهُ الْخَیْرَ! أنَّ اللهَ تَبارَکَ وَ تَعالَی قَدیمٌ وَ الْقِدَمُ صِفَةٌ دَلَّتِ الْعاقِلَ عَلَی أنَّهُ لا شَیْءَ قَبْلَهُ وَ لا شَیْءَ مَعَهُ فی دَیْمومیَّتِه ِو فَقَدْ بانَ لَنا بِإقْرارِ الْعامَّةِ مَعَ مُعْجِزَةِ الصِّفَةِ أنَّهُ لا شَیْءَ قَبْلَ اللهِ وَ لا شَیْءَ مَعَ اللهِ فی بَقائِهِ وَ بَطَلَ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أنَّهُ کانَ قَبْلَهُ أوْ کانَ مَعَهُ شَیْءٌ وَ ذَلِکَ أنَّهُ لَوْ کانَ مَعَهُ شَیْءٌ فی بَقائِهِ، لَمْ یَجُزْ أنْ یَکونَ خالِقاً لَهُ، لِأنَّهُ لَمْ یَزَلْ مَعَهُ. فَکَیْفَ یَکونُ خالِقاً لِمَنْ لَمْ یَزَلْ مَعَهُ وَ لَوْ کانَ قَبْلَهُ شَیْءٌ، کانَ الْأوَّلُ ذَلِکَ الشَّیْءَ لا هَذا وَ کانَ الْأوَّلُ أوْلَی بِأنْ یَکونَ خالِقاً لِلْأوَّلِ الثّانی. ثُمَّ وَصَفَ نَفْسَهُ تَبارَکَ وَ تَعالَی بِأسْماءٍ، دَعا الْخَلْقَ إذْ خَلَقَهُمْ وَ تَعَبَّدَهُمْ وَ ابْتَلاهُمْ إلَی أنْ یَدْعوهُ بِها. فَسَمَّی نَفْسَهُ سَمیعاً بَصیراً قادِراً قائِماً ظاهراً باطِناً لَطیفاً خَبیراً قَویّاً عَزیزاً حَکیماً عَلیماً وَ ما أشْبَهَ هَذِهِ الْأسْماءَ. فَلَمّا رَأی ذَلِکَ مِنْ أسْمائِهِ، الْغالونَ الْمُکَذِّبونَ وَ قَدْ سَمِعونا نُحَدِّثُ عَنِ اللهِ أنَّهُ لا شَیْءَ مِثْلُهُ وَ لا شَیْءَ مِنَ الْخَلْقِ فی حالِهِ، قالوا: «أخْبِرونا إذْ زَعَمْتُمْ أنَّهُ لا مِثْلَ لِلّهِ وَ لا شِبْهَ لَهُ، کَیْفَ شارَکْتُموهُ فی أسْمائِهِ الْحُسْنَی، فَتَسَمَّیْتُمْ بِجَمیعِها؟! فَإنَّ فی ذَلِکَ دَلیلاً عَلَی أنَّکُمْ مِثْلُهُ فی حالاتِهِ کُلِّها أوْ فی بَعْضِها دونَ بَعْضٍ، إذْ جَمَعَتْکُمُ الْأسْماءُ الطَّیِّبَةُ.» قیلَ لَهُمْ: «إنَّ اللهَ تَبارَکَ وَ تَعالَی، ألْزَمَ الْعِبادَ أسْماءً مِنْ أسْمائِهِ عَلَی اخْتِلافِ الْمَعانی وَ ذَلِکَ کَما یَجْمَعُ الِاسْمُ الْواحِدُ مَعْنَیَیْنِ مُخْتَلِفَیْنِ وَ الدَّلیلُ عَلَی ذَلِکَ قَوْلُ النّاسِ، الْجائِزُ عِنْدَهُمُ الشّائِعُ وَ هُوَ الَّذی خاطَبَ اللهُ بِهِ الْخَلْقَ وَ کَلَّمَهُمْ بِما یَعْقِلونَ، لِیَکونَ عَلَیْهِمْ حُجَّةً فی تَضْییعِ ما ضَیَّعوا وَ قَدْ یُقالُ لِلرَّجُلِ کَلْبٌ وَ حِمارٌ وَ ثَوْرٌ وَ سُکَّرَةٌ وَ عَلْقَمَةٌ وَ أسَدٌ وَ کُلُّ ذَلِکَ عَلَی خِلافِهِ وَ حالاتِهِ. لَمْ تَقَعِ الْأسامی عَلَی مَعانیها الَّتی کانَتْ بُنیَتْ عَلَیْها، لِأنَّ الْإنْسانَ لَیْسَ بِأسَدٍ وَ لا کَلْبٍ.» فَافْهَمْ ذَلِکَ، رَحِمَکَ اللهُ وَ إنَّما نُسَمّی اللهَ بِالْعالِمِ بِغَیْرِ عِلْمٍ حادِثٍ، عَلِمَ بِهِ الْأشْیاءَ وَ اسْتَعانَ بِهِ عَلَی حِفْظِ ما یَسْتَقْبِلُ مِنْ أمْرِهِ وَ الرَّویَّةِ فیما یَخْلُقُ مِنْ خَلْقِهِ وَ بِعَیْنِهِ ما مَضَی مِمّا أفْنَی مِنْ خَلْقِهِ مِمّا لَوْ لَمْ یَحْضُرْهُ ذَلِکَ الْعِلْمُ وَ یُعِنْهُ، کانَ جاهِلاً ضَعیفاً، کَما أنّا رَأیْنا عُلَماءَ الْخَلْقِ إنَّما سُمّوا بِالْعِلْمِ لِعِلْمٍ حادِثٍ، إذْ کانوا قَبْلَهُ جَهَلَةً وَ رُبَّما فارَقَهُمُ الْعِلْمُ بِالْأشْیاءِ، فَصاروا إلَی الْجَهْلِ وَ إنَّما سُمّیَ اللهُ عالِماً، لِأنَّهُ لا یَجْهَلُ شَیْئاً، فَقَدْ جَمَعَ الْخالِقَ وَ الْمَخْلوقَ اسْمُ الْعِلْمِ وَ اخْتَلَفَ الْمَعْنَی عَلَی ما رَأیْتَ وَ سُمّیَ رَبُّنا سَمیعاً، لا بِجُزْءٍ فیهِ یَسْمَعُ بِهِ الصَّوْتَ وَ لا یُبْصِرُ بِهِ، کَما أنَّ جُزْءَنا الَّذی نَسْمَعُ بِهِ لا نَقْوَی عَلَی النَّظَرِ بِهِ وَ لَکِنَّهُ أخْبَرَ أنَّهُ لا یَخْفَی عَلَیْهِ الْأصْواتُ. لَیْسَ عَلَی حَدِّ ما سُمّینا نَحْنُ، فَقَدْ جَمَعَنا الِاسْمُ بِالسَّمیعِ وَ اخْتَلَفَ الْمَعْنَی وَ هَکَذا الْبَصَرُ، لا بِجُزْءٍ بِهِ أبْصَرَ، کَما أنّا نُبْصِرُ بِجُزْءٍ مِنّا، لا نَنْتَفِعُ بِهِ فی غَیْرِهِ وَ لَکِنَّ اللهَ بَصیرٌ، لا یَجْهَلُ شَخْصاً مَنْظوراً إلَیْهِ. فَقَدْ جَمَعَنا الِاسْمُ وَ اخْتَلَفَ الْمَعْنَی وَ هُوَ قائِمٌ، لَیْسَ عَلَی مَعْنَی انْتِصابٍ وَ قیامٍ عَلَی ساقٍ فی کَبَدٍ، کَما قامَتِ الْأشْیاءُ وَ لَکِنْ أخْبَرَ أنَّهُ قائِمٌ، یُخْبِرُ أنَّهُ حافِظٌ کَقَوْلِکَ: «الرَّجُلُ الْقائِمُ بِأمْرِنا فُلانٌ» وَ «هُوَ قائِمٌ عَلی کُلِّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ» وَ الْقائِمُ أیْضاً فی کَلامِ النّاسِ الْباقی وَ الْقائِمُ أیْضاً یُخْبِرُ عَنِ الْکِفایَةِ، کَقَوْلِکَ لِلرَّجُلِ: «قُمْ بِأمْرِ فُلانٍ»، أیِ اکْفِهِ وَ الْقائِمُ مِنّا قائِمٌ عَلَی ساقٍ، فَقَدْ جَمَعَنا الِاسْمُ وَ لَمْ یَجْمَعْنا الْمَعْنَی وَ أمّا اللَّطیفُ، فَلَیْسَ عَلَی قِلَّةٍ وَ قَضافَةٍ وَ صِغَرٍ وَ لَکِنْ ذَلِکَ عَلَی النَّفاذِ فی الْأشْیاءِ وَ الِامْتِناعِ مِنْ أنْ یُدْرَکَ. کَقَوْلِکَ: «لَطُفَ عَنّی هَذا الْأمْرُ» وَ «لَطُفَ فُلانٌ فی مَذْهَبِهِ» وَ قَوْلِهِ یُخْبِرُکَ أنَّهُ غَمَضَ، فَبَهَرَ الْعَقْلُ وَ فاتَ الطَّلَبُ وَ عادَ مُتَعَمِّقاً مُتَلَطِّفاً لا یُدْرِکُهُ الْوَهْمُ. فَهَکَذا لَطُفَ اللهُ تَبارَکَ وَ تَعالَی عَنْ أنْ یُدْرَکَ بِحَدٍّ أوْ یُحَدَّ بِوَصْفٍ وَ اللَّطافَةُ مِنّا الصِّغَرُ وَ الْقِلَّةُ، فَقَدْ جَمَعَنا الِاسْمُ وَ اخْتَلَفَ الْمَعْنَی وَ أمّا الْخَبیرُ، فَالَّذی لا یَعْزُبُ عَنْهُ شَیْءٌ وَ لا یَفوتُهُ شَیْءٌ، لَیْسَ لِلتَّجْرِبَةِ وَ لا لِلِاعْتِبارِ بِالْأشْیاءِ فَیُفیدَهُ التَّجْرِبَةُ وَ الِاعْتِبارُ عِلْماً. لَوْ لا هُما ما عُلِمَ، لِأنَّ مَنْ کانَ کَذَلِکَ کانَ جاهِلاً وَ اللهُ لَمْ یَزَلْ خَبیراً بِما یَخْلُقُ وَ الْخَبیرُ مِنَ النّاسِ، الْمُسْتَخْبِرُ عَنْ جَهْلِ الْمُتَعَلِّمِ وَ قَدْ جَمَعَنا الِاسْمُ وَ اخْتَلَفَ الْمَعْنَی وَ أمّا الظّاهِرُ، فَلَیْسَ مِنْ أجْلِ أنَّهُ عَلا الْأشْیاءَ بِرُکوبٍ فَوْقَها وَ قُعودٍ عَلَیْها وَ تَسَنُّمٍ لِذُراها وَ لَکِنْ ذَلِکَ لِقَهْرِهِ وَ لِغَلَبَتِهِ الْأشْیاءَ وَ لِقُدْرَتِهِ عَلَیْها کَقَوْلِ الرَّجُلِ: «ظَهَرْتُ عَلَی أعْدائی» وَ «أظْهَرَنیَ اللهُ عَلَی خَصْمی». یُخْبِرُ عَنِ الْفَلْجِ وَ الْغَلَبَةِ، فَهَکَذا ظُهورُ اللهِ عَلَی الْأعْداءِ وَ وَجْهٌ آخَرُ أنَّهُ الظّاهِرُ لِمَنْ أرادَهُ، «لا یَخْفی عَلَیْهِ شَیْءٌ» وَ أنَّهُ مُدَبِّرٌ لِکُلِّ ما بَرَأ. فَأیُّ ظاهِرٍ أظْهَرُ وَ أوْضَحُ مِنَ اللهِ تَعالَی وَ إنَّکَ لا تَعْدَمُ صُنْعَهُ حَیْثُما تَوَجَّهْتَ وَ فیکَ مِنْ آثارِهِ ما یُغْنیکَ وَ الظّاهِرُ مِنّا الْبارِزُ بِنَفْسِهِ وَ الْمَعْلومُ بِحَدِّهِ فَقَدْ جَمَعَنا الِاسْمُ وَ لَمْ یَجْمَعْنا الْمَعْنَی وَ أمّا الْباطِنُ، فَلَیْسَ عَلَی مَعْنَی الِاسْتِبْطانِ لِلْأشْیاءِ بِأنْ یَغورَ فیها وَ لَکِنْ ذَلِکَ مِنْهُ عَلَی اسْتِبْطانِهِ لِلْأشْیاءِ عِلْماً وَ حِفْظاً وَ تَدْبیراً، کَقَوْلِ الْقائِلِ: «أبْطَنْتُهُ»، یَعْنی: خَبَّرْتُهُ وَ عَلِمْتُ مَکْتومَ سِرِّهِ وَ الْباطِنُ مِنّا بِمَعْنَی الْغائِرِ فی الشَّیْءِ، الْمُسْتَتِرِ بِهِ. فَقَدْ جَمَعَنا الِاسْمُ وَ اخْتَلَفَ الْمَعْنَی وَ أمّا الْقاهِرُ، فَإنَّهُ لَیْسَ عَلَی مَعْنَی عِلاجٍ وَ نَصْبٍ وَ احْتیالٍ وَ مُداراةٍ وَ مَکْرٍ، کَما یَقْهَرُ الْعِبادُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً. فَالْمَقْهورُ مِنْهُمْ یَعودُ قاهِراً وَ الْقاهِرُ یَعودُ مَقْهوراً وَ لَکِنْ ذَلِکَ مِنَ اللهِ تَبارَکَ وَ تَعالَی عَلَی أنَّ جَمیعَ ما خَلَقَ مُلْتَبِسٌ بِهِ الذُّلُّ لِفاعِلِهِ وَ قِلَّةُ الِامْتِناعِ لِما أرادَ بِهِ، لَمْ یَخْرُجْ مِنْهُ طَرْفَةَ عَیْنٍ غَیْرَ أنَّهُ «یَقولُ لَهُ کُنْ فَیَکونُ» وَ الْقاهِرُ مِنّا عَلَی ما ذَکَرْتُهُ وَ وَصَفْتُ، فَقَدْ جَمَعَنا الِاسْمُ وَ اخْتَلَفَ الْمَعْنَی وَ هَکَذا جَمیعُ الْأسْماءِ وَ إنْ کُنّا لَمْ نُسَمِّها کُلَّها، فَقَدْ یُکْتَفَی لِلِاعْتِبارِ بِما ألْقَیْنا إلَیْکَ وَ اللهُ عَوْنُنا وَ عَوْنُکَ فی إرْشادِنا وَ تَوْفیقِنا.»

کلیدواژه‌ها:

فهرست مطالب

باز کردن همه | بستن همه