حدیث ۵۲۳۰

(۵۲۳۰ و ۵۲۳۲) علل الشرائع (ج ۱، ص ۴۵): حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ موسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ رضی‌الله‌عنه قالَ حَدَّثَنا عَبْدُاللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَریُّ عَنْ أحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبوبٍ عَنْ مالِکِ بْنِ عَطیَّةَ عَنِ الثُّمالیِّ قالَ: «صَلَّیْتُ مَعَ عَلیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهماالسلام الْفَجْرَ بِالْمَدینَةِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ. فَلَمّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ وَ سُبْحَتِهِ، نَهَضَ إلَی مَنْزِلِهِ وَ أنا مَعَهُ. فَدَعا مَوْلاةً لَهُ تُسَمَّی سُکَیْنَةَ. فَقالَ لَها: «لا یَعْبُرْ عَلَی بابی سائِلٌ إلّا أطْعَمْتُموهُ، فَإنَّ الْیَوْمَ، یَوْمُ الْجُمُعَةِ.» قُلْتُ لَهُ: «لَیْسَ کُلُّ مَنْ یَسْألُ مُسْتَحِقّاً.» فَقالَ: «یا ثابِتُ! أخافُ أنْ یَکونَ بَعْضُ مَنْ یَسْألُنا مُحِقّاً، فَلا نُطْعِمَهُ وَ نَرُدَّهُ. فَیَنْزِلَ بِنا أهْلَ الْبَیْتِ ما نَزَلَ بِیَعْقوبَ وَ آلِهِ. أطْعِموهُمْ، أطْعِموهُمْ. إنَّ یَعْقوبَ کانَ یَذْبَحُ کُلَّ یَوْمٍ کَبْشاً، فَیَتَصَدَّقُ مِنْهُ وَ یَأْکُلُ هُوَ وَ عیالُهُ مِنْهُ وَ أنَّ سائِلاً مُؤْمِناً صَوّاماً مُحِقّاً، لَهُ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةٌ وَ کانَ مُجْتازاً غَریباً، اعْتَرَّ عَلَی بابِ یَعْقوبَ عَشیَّةَ جُمُعَةٍ عِنْدَ أوانِ إفْطارِهِ. یَهْتِفُ عَلَی بابِهِ: «أطْعِموا السّائِلَ الْمُجْتازَ الْغَریبَ الْجائِعَ مِنْ فَضْلِ طَعامِکُمْ.» یَهْتِفُ بِذَلِکَ عَلَی بابِهِ مِراراً وَ هُمْ یَسْمَعونَهُ وَ قَدْ جَهِلوا حَقَّهُ وَ لَمْ یُصَدِّقوا قَوْلَهُ. فَلَمّا یَئِسَ أنْ یُطْعِموهُ وَ غَشیَهُ اللَّیْلُ، اسْتَرْجَعَ وَ اسْتَعْبَرَ وَ شَکا جوعَهُ إلَی اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ باتَ طاویاً وَ أصْبَحَ صائِماً جائِعاً صابِراً حامِداً لِلّهِ وَ باتَ یَعْقوبُ وَ آلُ یَعْقوبَ شِباعاً بِطاناً وَ أصْبَحوا وَ عِنْدَهُمْ فَضْلَةٌ مِنْ طَعامِهِمْ.» قالَ: «فَأوْحَی اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إلَی یَعْقوبَ فی صَبیحَةِ تِلْکَ اللَّیْلَةِ: «لَقَدْ أذْلَلْتَ یا یَعْقوبُ! عَبْدی، ذِلَّةً اسْتَجْرَرْتَ بِها غَضَبی وَ اسْتَوْجَبْتَ بِها أدَبی وَ نُزولَ عُقوبَتی وَ بَلْوایَ عَلَیْکَ وَ عَلَی وُلْدِکَ. یا یَعْقوبُ! إنَّ أحَبَّ أنْبیائی إلَیَّ وَ أکْرَمَهُمْ عَلَیَّ مَنْ رَحِمَ مَساکینَ عِبادی وَ قَرَّبَهُمْ إلَیْهِ وَ أطْعَمَهُمْ وَ کانَ لَهُمْ مَأْوًی وَ مَلْجَأً. یا یَعْقوبُ! أ ما رَحِمْتَ ذِمْیالَ عَبْدیَ، الْمُجْتَهِدَ فی عِبادَتی، الْقانِعَ بِالْیَسیرِ مِنْ ظاهِرِ الدُّنْیا. عِشاءَ أمْسِ لَمّا اعْتَرَّ بِبابِکَ عِنْدَ أوانِ إفْطارِهِ وَ هَتَفَ بِکُمْ أطْعِموا السّائِلَ الْغَریبَ الْمُجْتازَ الْقانِعَ، فَلَمْ تُطْعِموهُ شَیْئاً. فَاسْتَرْجَعَ وَ اسْتَعْبَرَ وَ شَکا ما بِهِ إلَیَّ وَ باتَ طاویاً حامِداً لی وَ أصْبَحَ لی صائِماً وَ أنْتَ یا یَعْقوبُ! وَ وُلْدُکَ شِباعٌ وَ أصْبَحْتَ وَ عِنْدَکُمْ فَضْلَةٌ مِنْ طَعامِکُمْ. أ وَ ما عَلِمْتَ یا یَعْقوبُ! أنَّ الْعُقوبَةَ وَ الْبَلْوَی إلَی أوْلیائی أسْرَعُ مِنْها إلَی أعْدائی وَ ذَلِکَ حُسْنُ النَّظَرِ مِنّی لِأوْلیائی وَ اسْتِدْراجٌ مِنّی لِأعْدائی؟ أما وَ عِزَّتی! لَأُنْزِلُ عَلَیْکَ بَلْوایَ وَ لَأجْعَلَنَّکَ وَ وُلْدَکَ عَرْضاً لِمُصابی وَ لَأوذیَنَّکَ بِعُقوبَتی. فَاسْتَعِدّوا لِبَلْوایَ وَ ارْضَوْا بِقَضائی وَ اصْبِروا لِلْمَصائِبِ.»» فَقُلْتُ لِعَلیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهماالسلام: «جُعِلْتُ فِداکَ! مَتَی رَأی یوسُفُ الرُّؤْیا؟» فَقالَ: «فی تِلْکَ اللَّیْلَةِ الَّتی باتَ فیها یَعْقوبُ وَ آلُ یَعْقوبَ شِباعاً وَ باتَ فیها ذِمْیالُ طاویاً جائِعاً. فَلَمّا رَأی یوسُفُ الرُّؤْیا وَ أصْبَحَ، یَقُصُّها عَلَی أبیهِ یَعْقوبَ. فَاغْتَمَّ یَعْقوبُ لِما سَمِعَ مِنْ یوسُفَ مَعَ ما أوْحَی اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إلَیْهِ أنِ اسْتَعِدَّ لِلْبَلاءِ. فَقالَ یَعْقوبَ لیوسُفَ: ««لا تَقْصُصْ رُؤْیاکَ» هَذِهِ «عَلی إخْوَتِکَ»، فَإنّی أخافُ أنْ یَکیدوا لَکَ کَیْداً.» فَلَمْ یَکْتُمْ یوسُفُ رُؤْیاهُ وَ قَصَّها عَلَی إخْوَتِهِ.» قالَ عَلیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهماالسلام: «وَ کانَتْ أوَّلُ بَلْوَی نَزَلَتْ بِیَعْقوبَ وَ آلِ یَعْقوبَ الْحَسَدَ لیوسُفَ لَمّا سَمِعوا مِنْهُ الرُّؤْیا.» قالَ: «فَاشْتَدَّتْ رِقَّةُ یَعْقوبَ عَلَی یوسُفَ وَ خافَ أنْ یَکونَ ما أوْحَی اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إلَیْهِ مِنَ الِاسْتِعْدادِ لِلْبَلاءِ هُوَ فی یوسُفَ خاصَّةً. فَاشْتَدَّتْ رِقَّتُهُ عَلَیْهِ مِنْ بَیْنِ وُلْدِهِ. فَلَمّا رَأی إخْوَةُ یوسُفَ ما یَصْنَعُ یَعْقوبُ بِیوسُفَ وَ تَکْرِمَتَهُ إیّاهُ وَ إیثارَهُ إیّاهُ عَلَیْهِمْ، اشْتَدَّ ذَلِکَ عَلَیْهِمْ وَ بَدا الْبَلاءُ فیهِمْ. فَتَآمَروا فیما بَیْنَهُمْ وَ قالوا: «إنَّ یوسُفَ وَ أخاهُ «أحَبُّ إلی أبینا مِنّا وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ إنَّ أبانا لَفی ضَلالٍ مُبینٍ اقْتُلوا یوسُفَ أوِ اطْرَحوهُ أرْضاً یَخْلُ لَکُمْ وَجْهُ أبیکُمْ وَ تَکونوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحینَ»»، أیْ تَتوبونَ. فَعِنْدَ ذَلِکَ قالوا: «یا أبانا ما لَکَ لا تَأْمَنّا عَلی یوسُفَ وَ إنّا لَهُ لَناصِحونَ أرْسِلْهُ مَعَنا غَداً یَرْتَعْ»، الْآیَةَ. فَقالَ یَعْقوبُ: «إنّی لَیَحْزُنُنی أنْ تَذْهَبوا بِهِ وَ أخافُ أنْ یَأْکُلَهُ الذِّئْبُ». فَانْتَزَعَهُ حَذَراً عَلَیْهِ مِنْ أنْ تَکونَ الْبَلْوَی مِنَ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی یَعْقوبَ فی یوسُفَ خاصَّةً لِمَوْقِعِهِ مِنْ قَلْبِهِ وَ حُبِّهِ لَهُ.» قالَ: «فَغَلَبَتْ قُدْرَةُ اللهِ وَ قَضاؤُهُ وَ نافِذُ أمْرِهِ فی یَعْقوبَ وَ یوسُفَ وَ إخْوَتِهِ. فَلَمْ یَقْدِرْ یَعْقوبُ عَلَی دَفْعِ الْبَلاءِ عَنْ نَفْسِهِ وَ لا عَنْ یوسُفَ وَ وُلْدِهِ. فَدَفَعَهُ إلَیْهِمْ وَ هُوَ لِذَلِکَ کارِهٌ، مُتَوَقِّعٌ لِلْبَلْوَی مِنَ اللهِ فی یوسُفَ. فَلَمّا خَرَجوا مِنْ مَنْزِلِهِمْ، لَحِقَهُمْ مُسْرِعاً، فَانْتَزَعَهُ مِنْ أیْدیهِمْ، فَضَمَّهُ إلَیْهِ وَ اعْتَنَقَهُ وَ بَکَی وَ دَفَعَهُ إلَیْهِمْ. فَانْطَلَقوا بِهِ مُسْرِعینَ، مَخافَةَ أنْ یَأْخُذَهُ مِنْهُمْ وَ لا یَدْفَعَهُ إلَیْهِمْ. فَلَمّا أمْعَنوا بِهِ، أتَوْا بِهِ غَیْضَةَ أشْجارٍ. فَقالوا: «نَذْبَحُهُ وَ نُلْقیهِ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَیَأْکُلُهُ الذِّئْبُ اللَّیْلَةَ». فَقالَ کَبیرُهُمْ: ««لا تَقْتُلوا یوسُفَ» وَ لَکِنْ «ألْقوهُ فی غَیابَتِ الْجُبِّ یَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّیّارَةِ إنْ کُنْتُمْ فاعِلینَ».» فَانْطَلَقوا بِهِ إلَی الْجُبِّ، فَألْقَوْهُ فیهِ وَ هُمْ یَظُنّونَ أنَّهُ یَغْرَقُ فیهِ. فَلَمّا صارَ فی قَعْرِ الْجُبِّ، ناداهُمْ: «یا وُلْدَ رومینَ! أقْرِءوا یَعْقوبَ مِنّی السَّلامَ». فَلَمّا سَمِعوا کَلامَهُ، قالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لا تَزالوا مِنْ هاهُنا حَتَّی تَعْلَموا أنَّهُ قَدْ ماتَ.» فَلَمْ یَزالوا بِحَضْرَتِهِ، حَتَّی أمْسَوْا وَ رَجَعوا إلَی أبیهِمْ عِشاءً، یَبْکونَ قالوا: «یا أبانا إنّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَ تَرَکْنا یوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأکَلَهُ الذِّئْبُ». فَلَمّا سَمِعَ مَقالَتَهُمْ، اسْتَرْجَعَ وَ اسْتَعْبَرَ وَ ذَکَرَ ما أوْحَی اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إلَیْهِ مِنَ الِاسْتِعْدادِ لِلْبَلاءِ. فَصَبَرَ وَ أذْعَنَ لِلْبَلاءِ وَ قالَ لَهُمْ: ««بَلْ سَوَّلَتْ لَکُمْ أنْفُسُکُمْ أمْراً» وَ ما کانَ اللهُ لیُطْعِمَ لَحْمَ یوسُفَ لِلذِّئْبِ مِنْ قَبْلِ أنْ رَأی تَأْویلَ رُؤْیاهُ الصّادِقَةِ.»»» قالَ أبوحَمْزَةَ: «ثُمَّ انْقَطَعَ حَدیثُ عَلیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهماالسلام عِنْدَ هَذا. فَلَمّا کانَ مِنَ الْغَدِ، غَدَوْتُ عَلَیْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: «جُعِلْتُ فِداکَ! إنَّکَ حَدَّثْتَنی أمْسِ بِحَدیثِ یَعْقوبَ وَ وُلْدِهِ، ثُمَّ قَطَعْتَهُ ما کانَ مِنْ قِصَّةِ إخْوَةِ یوسُفَ وَ قِصَّةِ یوسُفَ بَعْدَ ذَلِکَ.» فَقالَ: «إنَّهُمْ لَمّا أصْبَحوا، قالوا: «انْطَلِقوا بِنا حَتَّی نَنْظُرَ ما حالُ یوسُفَ. أ ماتَ أمْ هُوَ حَیٌّ؟» فَلَمّا انْتَهَوْا إلَی الْجُبِّ، وَجَدوا بِحَضْرَةِ الْجُبِّ سَیّارَةً وَ قَدْ أرْسَلوا «وارِدَهُمْ فَأدْلی دَلْوَهُ». فَلَمّا جَذَبَ دَلْوَهُ، إذا هُوَ بِغُلامٍ مُتَعَلِّقٍ بِدَلْوِهِ، فَقالَ لِأصْحابِهِ: «یا بُشْری هذا غُلامٌ». فَلَمّا أخْرَجوهُ، أقْبَلَ إلَیْهِمْ إخْوَةُ یوسُفَ، فَقالوا: «هَذا عَبْدُنا سَقَطَ مِنّا أمْسِ فی هَذا الْجُبِّ وَ جِئْنا الْیَوْمَ لِنُخْرِجَهُ.»فَانْتَزَعوهُ مِنْ أیْدیهِمْ وَ تَنَحَّوْا بِهِ ناحیَةً، فَقالوا: «إمّا أنْ تُقِرَّ لَنا أنَّکَ عَبْدٌ لَنا، فَنَبیعَکَ عَلَی بَعْضِ هَذِهِ السَّیّارَةِ أوْ نَقْتُلَکَ؟» فَقالَ لَهُمْ یوسُفُ: «لا تَقْتُلونی وَ اصْنَعوا ما شِئْتُمْ.» فَأقْبَلوا بِهِ إلَی السَّیّارَةِ، فَقالوا: «أ مِنْکُمْ مَنْ یَشْتَری مِنّا هَذا الْعَبْدَ؟» فَاشْتَراهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِعِشْرینَ دِرْهَماً وَ کانَ إخْوَتُهُ «فیهِ مِنَ الزّاهِدینَ» وَ سارَ بِهِ الَّذی اشْتَراهُ مِنَ الْبَدْوِ حَتَّی أدْخَلَهُ مِصْرَ، فَباعَهُ الَّذی اشْتَراهُ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ مَلِکِ مِصْرَ وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَ: «وَ قالَ الَّذی اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأتِهِ أکْرِمی مَثْواهُ عَسی أنْ یَنْفَعَنا أوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً».»» قالَ أبوحَمْزَةَ: «فَقُلْتُ لِعَلیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهماالسلام: «ابْنَ کَمْ کانَ یوسُفُ یَوْمَ ألْقَوْهُ فی الْجُبِّ؟» فَقالَ: «کانَ ابْنَ تِسْعِ سِنینَ.» فَقُلْتُ: «کَمْ کانَ بَیْنَ مَنْزِلِ یَعْقوبَ یَوْمَئِذٍ وَ بَیْنَ مِصْرَ؟» فَقالَ: «مَسیرَةَ اثْنَیْ عَشَرَ یَوْماً.» قالَ: «وَ کانَ یوسُفُ مِنْ أجْمَلِ أهْلِ زَمانِهِ. فَلَمّا راهَقَ یوسُفُ، راوَدَتْهُ امْرَأةُ الْمَلِکِ عَنْ نَفْسِهِ. فَقالَ لَها: «مَعاذَ اللهِ! إنّا مِنْ أهْلِ بَیْتٍ لا یَزْنونَ.» فَغَلَّقَتِ الْأبْوابَ عَلَیْها وَ عَلَیْهِ وَ قالَتْ: «لا تَخَفْ!» وَ ألْقَتْ نَفْسَها عَلَیْهِ. فَأفْلَتَ مِنْها هارِباً إلَی الْبابِ. فَفَتَحَهُ، فَلَحِقَتْهُ، فَجَذَبَتْ قَمیصَهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَأخْرَجَتْهُ مِنْهُ. فَأفْلَتَ یوسُفُ مِنْها فی ثیابِهِ وَ «ألْفَیا سَیِّدَها لَدَی الْبابِ قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أرادَ بِأهْلِکَ سوءاً إلّا أنْ یُسْجَنَ أوْ عَذابٌ ألیمٌ». قالَ: «فَهَمَّ الْمَلِکُ بِیوسُفَ لیُعَذِّبَهُ.» فَقالَ لَهُ یوسُفُ: «وَ إلَهِ یَعْقوبَ! ما أرَدْتُ بِأهْلِکَ سوءً، بَلْ «هیَ راوَدَتْنی عَنْ نَفْسی». فَسَلْ هَذا الصَّبیَّ أیُّنا راوَدَ صاحِبَهُ عَنْ نَفْسِهِ.»» قالَ: «وَ کانَ عِنْدَها مِنْ أهْلِها صَبیٌّ زائِرٌ لَها، فَأنْطَقَ اللهُ الصَّبیَّ لِفَصْلِ الْقَضاءِ، فَقالَ: «أیُّها الْمَلِکُ! انْظُرْ إلَی قَمیصِ یوسُفَ. فَإنْ کانَ مَقْدوداً مِنْ قُدّامِهِ، فَهُوَ الَّذی راوَدَها وَ إنْ کانَ مَقْدوداً مِنْ خَلْفِهِ، فَهیَ الَّتی راوَدَتْهُ.» فَلَمّا سَمِعَ الْمَلِکُ کَلامَ الصَّبیِّ وَ ما اقْتَصَّ، أفْزَعَهُ ذَلِکَ فَزَعاً شَدیداً. فَجیءَ بِالْقَمیصِ، فَنَظَرَ إلَیْهِ، فَلَمّا رَأوْهُ مَقْدوداً مِنْ خَلْفِهِ. قالَ لَها: «إنَّهُ مِنْ کَیْدِکُنَ» وَ قالَ لیوسُفَ: «أعْرِضْ عَنْ هذا» وَ لا یَسْمَعُهُ مِنْکَ أحَدٌ وَ اکْتُمْهُ.»» قالَ: «فَلَمْ یَکْتُمْهُ یوسُفُ وَ أذاعَهُ فی الْمَدینَةِ، حَتَّی قُلْنَ نِسْوَةٌ مِنْهُنَّ: «امْرَأتُ الْعَزیزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ». فَبَلَغَها ذَلِکَ، فَأرْسَلَتْ إلَیْهِنَّ وَ هَیَّأتْ لَهُنَّ طَعاماً وَ مَجْلِساً. ثُمَّ أتَتْهُنَّ بِأُتْرُجٍ وَ «آتَتْ کُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِکّیناً». ثُمَّ قالَتْ لیوسُفَ: «اخْرُجْ عَلَیْهِنَّ فَلَمّا رَأیْنَهُ أکْبَرْنَهُ وَ قَطَّعْنَ أیْدیَهُنَ» وَ قُلْنَ ما قُلْنَ. فَقالَتْ لَهُنَّ: «هَذا «الَّذی لُمْتُنَّنی فیهِ»»، یَعْنی فی حُبِّهِ وَ خَرَجْنَ النِّسْوَةُ مِنْ عِنْدِها. فَأرْسَلَتْ کُلُّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ إلَی یوسُفَ سِرّاً مِنْ صاحِبَتِها، تَسْألُهُ الزّیارَةَ. فَأبَی عَلَیْهِنَّ وَ قالَ: «إلّا تَصْرِفْ عَنّی کَیْدَهُنَّ أصْبُ إلَیْهِنَّ وَ أکُنْ مِنَ الْجاهِلینَ». فَصَرَفَ اللهُ عَنْهُ کَیْدَهُنَّ. فَلَمّا شاعَ أمْرُ یوسُفَ وَ أمْرُ امْرَأةِ الْعَزیزِ وَ النِّسْوَةِ فی مِصْرَ، بَدا لِلْمَلِکِ بَعْدَ ما سَمِعَ قَوْلَ الصَّبیِّ لَیَسْجُنَنَّ یوسُفَ. فَسَجَنَهُ فی السِّجْنِ وَ دَخَلَ السِّجْنَ مَعَ یوسُفَ، فَتَیانِ وَ کانَ مِنْ قِصَّتِهِما وَ قِصَّةِ یوسُفَ ما قَصَّهُ اللهُ فی الْکِتابِ.»» قالَ أبوحَمْزَةَ: «ثُمَّ انْقَطَعَ حَدیثُ عَلیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهماالسلام.»

فهرست مطالب

باز کردن همه | بستن همه