حدیث ۱۰۱۲۹

(۱۰۱۲۹) علل الشرائع (ج ۲، ص ۵۴۸): حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ موسَی بْنِ عِمْرانَ الْمُتَوَکِّلِ رحمه‌الله قالَ حَدَّثَنا عَبْدُاللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَریُّ عَنْ أحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبوبٍ عَنْ هِشامِ بْنِ سالِمٍ عَنْ أبی‌بَصیرٍ قالَ: «قُلْتُ لِأبی‌جَعْفَرٍ علیه‌السلام: «کانَ رَسولُ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله یَتَعَوَّذُ مِنَ الْبُخْلِ؟» فَقالَ: «نَعَمْ! یا أبامُحَمَّدٍ! فی کُلِّ صَباحٍ وَ مَساءٍ وَ نَحْنُ نَتَعَوَّذُ بِاللهِ مِنَ الْبُخْلِ. یَقولُ اللهُ: «وَ مَنْ یوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحونَ» وَ سَأُخْبِرُکَ عَنْ عاقِبَةِ الْبُخْلِ. إنَّ قَوْمَ لوطٍ کانوا أهْلَ قَرْیَةٍ أشِحّاءَ عَلَی الطَّعامِ. فَأعْقَبَهُمُ الْبُخْلُ داءً لا دَواءَ لَهُ فی فُروجِهِمْ.» فَقُلْتُ: «وَ ما أعْقَبَهُمْ؟» فَقالَ: «إنَّ قَرْیَةَ قَوْمِ لوطٍ کانَتْ عَلَی طَریقِ السَّیّارَةِ إلَی الشّامِ وَ مِصْرَ. فَکانَتِ السَّیّارَةُ تَنْزِلُ بِهِمْ، فَیُضیفونَهُمْ. فَلَمّا کَثُرَ ذَلِکَ عَلَیْهِمْ، ضاقوا بِذَلِکَ ذَرْعاً بُخْلاً وَ لُؤْماً. فَدَعاهُمُ الْبُخْلُ إلَی أنْ کانوا إذا نَزَلَ بِهِمُ الضَّیْفُ، فَضَحوهُ مِنْ غَیْرِ شَهْوَةٍ بِهِمْ إلَی ذَلِکَ وَ إنَّما کانوا یَفْعَلونَ ذَلِکَ بِالضَّیْفِ حَتَّی یَنْکُلَ النّازِلُ عَنْهُمْ. فَشاعَ أمْرُهُمْ فی الْقَرْیَةِ وَ حَذِرَهُمُ النّازِلَةُ. فَأوْرَثَهُمُ الْبُخْلُ بَلاءً لا یَسْتَطیعونَ دَفْعَهُ عَنْ أنْفُسِهِمْ. مِنْ غَیْرِ شَهْوَةٍ لَهُمْ إلَی ذَلِکَ حَتَّی صاروا یَطْلُبونَهُ مِنَ الرِّجالِ فی الْبِلادِ وَ یُعطونَهُمْ عَلَیْهِ الْجُعْلَ.» ثُمَّ قالَ: «فَأیُّ داءٍ أدْأی مِنَ الْبُخْلِ وَ لا أضَرُّ عاقِبَةً وَ لا أفْحَشُ عِنْدَ اللهِ تَعالَی.» قالَ أبوبَصیرٍ: «فَقُلْتُ لَهُ: «جُعِلْتُ فِداکَ! فَهَلْ کانَ أهْلُ قَرْیَةِ لوطٍ کُلُّهُمْ هَکَذا یَعْمَلونَ؟» فَقالَ: «نَعَمْ! إلّا أهْلُ بَیْتٍ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْلِمینَ. أ ما تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ تَعالَی: «فَأخْرَجْنا مَنْ کانَ فیها مِنَ الْمُؤْمِنینَ فَما وَجَدْنا فیها غَیْرَ بَیْتٍ مِنَ الْمُسْلِمینَ»؟» ثُمَّ قالَ أبوجَعْفَرٍ علیه‌السلام: «إنَّ لوطاً لَبِثَ فی قَوْمِهِ ثَلاثینَ سَنَةً. یَدْعوهُمْ إلَی اللهِ تَعالَی وَ یُحَذِّرُهُمْ عَذابَهُ وَ کانوا قَوْماً لا یَتَنَظَّفونَ مِنَ الْغائِطِ وَ لا یَتَطَهَّرونَ مِنَ الْجَنابَةِ وَ کانَ لوطٌ ابْنَ خالَةِ إبْراهیمَ وَ کانَتِ امْرَأةُ إبْراهیمَ سارَةُ أُخْتَ لوطٍ وَ کانَ لوطٌ وَ إبْراهیمُ نَبیَّیْنِ مُرْسَلَیْنِ مُنْذِرَیْنِ وَ کانَ لوطٌ رَجُلاً سَخیّاً کَریماً، یَقْری الضَّیْفَ إذا نَزَلَ بِهِ وَ یُحَذِّرُهُمْ قَوْمَهُ.» قالَ: «فَلَمّا رَأی قَوْمُ لوطٍ ذَلِکَ مِنْهُ، قالوا لَهُ: «إنّا نَنْهاکَ عَنِ الْعالَمینَ، لا تقری [تَقْرِ] ضَیْفاً یَنْزِلُ بِکَ. إنْ فَعَلْتَ، فَضَحْنا ضَیْفَکَ الَّذی یَنْزِلُ بِکَ وَ أخْزَیْناکَ. فَکانَ لوطٌ إذا نَزَلَ بِهِ الضَّیْفُ، کَتَمَ أمْرَهُ مَخافَةَ أنْ یَفْضَحَهُ قَوْمُهُ وَ ذَلِکَ أنَّهُ لَمْ یَکُنْ لِلوطٍ عَشیرَةٌ.» قالَ: «وَ لَمْ یَزَلْ لوطٌ وَ إبْراهیمُ یَتَوَقَّعانِ نُزولَ الْعَذابِ عَلَی قَوْمِهِمْ. فَکانَتْ لِإبْراهیمَ وَ لِلوطٍ مَنْزِلَةٌ مِنَ اللهِ تَعالَی شَریفَةٌ وَ إنَّ اللهَ تَعالَی کانَ إذا أرادَ عَذابَ قَوْمِ لوطٍ، أدْرَکَتْهُ مَوَدَّةُ إبْراهیمَ وَ خُلَّتُهُ وَ مَحَبَّةُ لوطٍ. فَیُراقِبُهُمْ، فَیُؤَخِّرُ عَذابَهُمْ.» قالَ أبوجَعْفَرٍ علیه‌السلام: «فَلَمّا اشْتَدَّ أسَفُ اللهِ عَلَی قَوْمِ لوطٍ وَ قَدَّرَ عَذابَهُمْ وَ قَضَی أنْ یُعَوِّضَ إبْراهیمَ مِنْ عَذابِ قَوْمِ لوطٍ بِغُلامٍ علیهم [عَلیمٍ]، فَیُسَلّیَ بِهِ مُصابَهُ بِهَلاکِ قَوْمِ لوطٍ. فَبَعَثَ اللهُ رُسُلاً إلَی إبْراهیمَ، یُبَشِّرونَهُ بِإسْماعیلَ. فَدَخَلوا عَلَیْهِ لَیْلاً. یَفْزَعُ مِنْهُمْ وَ خافَ أنْ یَکونوا سُرّاقاً. فَلَمّا رَأتْهُ الرُّسُلُ فَزِعاً مَذْعوراً، «فَقالوا سَلاماً». قالَ: «سَلامٌ. «إنّا مِنْکُمْ وَجِلونَ».» «قالوا لا تَوْجَلْ إنّا» رُسُلُ رَبِّکَ «نُبَشِّرُکَ بِغُلامٍ عَلیمٍ».» قالَ أبوجَعْفَرٍ علیه‌السلام: «وَ الْغُلامُ الْعَلیمُ، هُوَ إسْماعیلُ بْنُ هاجَرَ.» فَقالَ إبْراهیمُ لِلرُّسُلِ: «أ بَشَّرْتُمونی عَلی أنْ مَسَّنیَ الْکِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرونَ قالوا بَشَّرْناکَ بِالْحَقِّ فَلا تَکُنْ مِنَ الْقانِطینَ». فَقالَ إبْراهیمُ: ««فَما خَطْبُکُمْ» بَعْدَ الْبِشارَةِ؟» قالوا: ««إنّا أُرْسِلْنا إلی قَوْمٍ مُجْرِمینَ»، قَوْمِ لوطٍ. إنَّهُمْ کانوا قَوْماً فاسِقینَ، لِنُنْذِرَهُمْ عَذابَ رَبِّ الْعالَمینَ.» قالَ أبوجَعْفَرٍ علیه‌السلام: «فَقالَ إبْراهیمُ لِلرُّسُلِ: «إنَّ فیها لوطاً قالوا نَحْنُ أعْلَمُ بِمَنْ فیها لَنُنَجّیَنَّهُ وَ أهْلَهُ أجْمَعینَ إلّا امْرَأتَهُ قَدَّرْنا إنَّها لَمِنَ الْغابِرینَ».» قالَ: ««فَلَمّا جاءَ آلَ لوطٍ الْمُرْسَلونَ قالَ إنَّکُمْ قَوْمٌ مُنْکَرونَ قالوا بَلْ جِئْناکَ بِما کانوا فیهِ» قَوْمُکَ مِنْ عَذابِ اللهِ «یَمْتَرونَ وَ أتَیْناکَ بِالْحَقِ» لِتُنْذِرَ قَوْمَکَ الْعَذابَ وَ «إنّا لَصادِقونَ فَأسْرِ بِأهْلِکَ». یا لوطُ! إذا مَضَی لَکَ مِنْ یَوْمِکَ هَذا سَبْعَةُ أیّامٍ وَ لَیالیها «بِقِطْعٍ مِنَ اللَّیْلِ»، إذا مَضَی نِصْفُ اللَّیْلِ وَ «لا یَلْتَفِتْ مِنْکُمْ أحَدٌ إلّا امْرَأتَکَ إنَّهُ مُصیبُها ما أصابَهُمْ وَ امْضوا» مِنْ تِلْکَ اللَّیْلَةِ «حَیْثُ تُؤْمَرونَ».» قالَ أبوجَعْفَرٍ علیه‌السلام: «فَقَضَوْا ذلِکَ الْأمْرَ إلَی لوطٍ «أنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطوعٌ مُصْبِحینَ».» قالَ أبوجَعْفَرٍ علیه‌السلام: «فَلَمّا کانَ یَوْمُ الثّامِنِ مَعَ طُلوعِ الْفَجْرِ، قَدَّمَ اللهُ تَعالَی رُسُلاً إلَی إبْراهیمَ، یُبَشِّرونَهُ بِإسْحاقَ وَ یُعَزّونَهُ بِهَلاکِ قَوْمِ لوطٍ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ: «وَ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إبْراهیمَ بِالْبُشْری قالوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنیذٍ»، یَعْنی ذَکیّاً مَشْویّاً نَضْجاً. فَلَمّا رَأی إبْراهیمُ «أیْدیَهُمْ لا تَصِلُ إلَیْهِ نَکِرَهُمْ وَ أوْجَسَ مِنْهُمْ خیفَةً قالوا لا تَخَفْ إنّا أُرْسِلْنا إلی قَوْمِ لوطٍ وَ امْرَأتُهُ قائِمَةٌ»، فَبَشَّروها «بِإسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إسْحاقَ یَعْقوبَ فَضَحِکَتْ». یَعْنی فَتَعَجَّبَتْ مِنْ قَوْلِهِمْ. «قالَتْ یا وَیْلَتی أ ألِدُ وَ أنا عَجوزٌ وَ هذا بَعْلی شَیْخاً إنَّ هذا لَشَیْءٌ عَجیبٌ قالوا أ تَعْجَبینَ مِنْ أمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَ بَرَکاتُهُ عَلَیْکُمْ أهْلَ الْبَیْتِ إنَّهُ حَمیدٌ مَجیدٌ».» قالَ أبوجَعْفَرٍ علیه‌السلام: «فَلَمّا جاءَتْ إبْراهیمَ الْبِشارَةُ بِإسْحاقَ وَ ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، أقْبَلَ یُناجی رَبَّهُ فی قَوْمِ لوطٍ وَ یَسْألُهُ کَشْفَ الْبَلاءِ عَنْهُمْ. فَقالَ اللهُ تَعالَی: «یا إبْراهیمُ أعْرِضْ عَنْ هذا إنَّهُ قَدْ جاءَ أمْرُ رَبِّکَ وَ إنَّهُمْ آتیهِمْ» عَذابی بَعْدَ طُلوعِ الشَّمْسِ مِنْ یَوْمٍ مَحْتومٍ غَیْرُ مَرْدود.»»

کلیدواژه‌ها:

فهرست مطالب

باز کردن همه | بستن همه