حدیث ۵۲۶۱

(۵۲۶۱، ۷۰۶۲، ۷۱۸۵، ۸۶۴۶ و ۹۰۸۳) عیون أخبار الرضا علیه‌السلام (ج ۱، ص ۱۹۱) و الأمالی (ص ۹۰): حَدَّثَنا أحْمَدُ بْنُ زیادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدانیُّ رضی‌الله‌عنه وَ الْحُسَیْنُ بْنُ إبْراهیمَ بْنِ أحْمَدَ بْنِ هِشامٍ الْمُکَتِّبُ وَ عَلیُّ بْنُ عَبْدِاللهِ الْوَرّاقُ رضی‌الله‌عنهم قالوا حَدَّثَنا عَلیُّ بْنُ إبْراهیمَ بْنِ هاشِمٍ قالَ حَدَّثَنا الْقاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْمَکیُّ قالَ حَدَّثَنا أبوالصَّلْتِ الْهَرَویُّ قالَ: «لَمّا جَمَعَ الْمَأْمونُ لِعَلیِّ بْنِ موسَی الرِّضا علیهماالسلام أهْلَ الْمَقالاتِ مِنْ أهْلِ الْإسْلامِ وَ الدّیاناتِ مِنَ الْیَهودِ وَ النَّصارَی وَ الْمَجوسِ وَ الصّابِئینَ وَ سائِرِ أهْلِ الْمَقالاتِ، فَلَمْ یَقُمْ أحَدٌ إلّا وَ قَدْ ألْزَمَهُ حُجَّتَهُ، کَأنَّهُ أُلْقِمَ حَجَراً. قامَ إلَیْهِ عَلیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ، فَقالَ لَهُ: «یا ابْنَ رَسولِ اللهِ! أ تَقولُ بِعِصْمَةِ الْأنْبیاءِ؟» قالَ: «نَعَمْ!» قالَ: «فَما تَعْمَلُ فی قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَ: «وَ عَصی آدَمُ رَبَّهُ فَغَوی» وَ فی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ: «وَ ذا النّونِ إذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ» وَ فی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فی یوسُفَ علیه‌السلام: «وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها» وَ فی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فی داوُدَ: «ظَنَّ داوُدُ أنَّما فَتَنّاهُ» وَ قَوْلِهِ تَعالَی فی نَبیِّهِ مُحَمَّدٍ صلی‌الله‌علیه‌وآله: «وَ تُخْفی فی نَفْسِکَ ما اللهُ مُبْدیهِ»؟» فَقالَ الرِّضا علیه‌السلام: «وَیْحَکَ یا عَلیُّ! اتَّقِ اللهَ وَ لا تَنْسُبْ إلَی أنْبیاءِ اللهِ الْفَواحِشَ وَ لا تَتَأوَّلْ کِتابَ اللهِ بِرَأْیِکَ. فَإنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ قالَ: «وَ ما یَعْلَمُ تَأْویلَهُ إلّا اللهُ وَ الرّاسِخونَ» وَ أمّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فی آدَمَ: «وَ عَصی آدَمُ رَبَّهُ فَغَوی»، فَإنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ آدَمَ حُجَّةً فی أرْضِهِ وَ خَلیفَةً فی بِلادِهِ، لَمْ یَخْلُقْهُ لِلْجَنَّةِ وَ کانَتِ الْمَعْصیَةُ مِنْ آدَمَ فی الْجَنَّةِ، لا فی الْأرْضِ وَ عِصْمَتُهُ تَجِبُ أنْ یَکونَ فی الْأرْضِ لِیَتِمَّ مَقادیرُ أمْرِ اللهِ، فَلَمّا أُهْبِطَ إلَی الْأرْضِ وَ جُعِلَ حُجَّةً وَ خَلیفَةً، عُصِمَ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ: «إنَّ اللهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نوحاً وَ آلَ إبْراهیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمینَ» وَ أمّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ: «وَ ذا النّونِ إذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ»، إنَّما ظَنَّ بِمَعْنَی اسْتَیْقَنَ أنَّ اللهَ لَنْ یُضَیِّقَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ، أ لا تَسْمَعُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَ جَلَ: «وَ أمّا إذا ما ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ»، أیْ ضَیَّقَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ وَ لَوْ ظَنَّ أنَّ اللهَ لا یَقْدِرُ عَلَیْهِ، لَکانَ قَدْ کَفَرَ وَ أمّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فی یوسُفَ: «وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها»، فَإنَّها هَمَّتْ بِالْمَعْصیَةِ وَ هَمَّ یوسُفُ بِقَتْلِها إنْ أجْبَرَتْهُ، لِعِظَمِ ما تَداخَلَهُ. فَصَرَفَ اللهُ عَنْهُ قَتْلَها وَ الْفاحِشَةَ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ: «کَذلِکَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السّوءَ وَ الْفَحْشاءَ»، یَعْنی الْقَتْلَ وَ الزِّناءَ وَ أمّا داوُدُ علیه‌السلام، فَما یَقولُ مَنْ قِبَلَکُمْ فیهِ؟» فَقالَ عَلیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ: «یَقولونَ: «إنَّ داوُدَ علیه‌السلام کانَ فی مِحْرابِهِ یُصَلّی. فَتَصَوَّرَ لَهُ إبْلیسُ عَلَی صورَةِ طَیْرٍ أحْسَنَ ما یَکونُ مِنَ الطُّیورِ. فَقَطَعَ داوُدُ صَلاتَهُ وَ قامَ لِیَأْخُذَ الطَّیْرَ. فَخَرَجَ الطَّیْرُ إلَی الدّارِ، فَخَرَجَ الطَّیْرُ إلَی السَّطْحِ. فَصَعِدَ فی طَلَبِهِ، فَسَقَطَ الطَّیْرُ فی دارِ أوریا بْنِ حَنانٍ. فَأطْلَعَ داوُدُ فی أثَرِ الطَّیْرِ، فَإذا بِامْرَأةِ أوریا تَغْتَسِلُ. فَلَمّا نَظَرَ إلَیْها، هَواها وَ کانَ قَدْ أخْرَجَ أوریا فی بَعْضِ غَزَواتِهِ. فَکَتَبَ إلَی صاحِبِهِ أنْ قَدِّمْ أوریا أمامَ التّابوتِ. فَقُدِّمَ، فَظَفِرَ أوریا بِالْمُشْرِکینَ. فَصَعُبَ ذَلِکَ عَلَی داوُدَ، فَکَتَبَ إلَیْهِ ثانیَةً أنْ قَدِّمْهُ أمامَ التّابوتِ. فَقُدِّمَ، فَقُتِلَ أوریا، فَتَزَوَّجَ داوُدُ بِامْرَأتِهِ.»» قالَ: «فَضَرَبَ الرِّضا علیه‌السلام بِیَدِهِ عَلَی جَبْهَتِهِ وَ قالَ: «إنّا لِلّهِ وَ إنّا إلَیْهِ راجِعونَ. لَقَدْ نَسَبْتُمْ نَبیّاً مِنْ أنْبیاءِ اللهِ إلَی التَّهاوُنِ بِصَلاتِهِ حَتَّی خَرَجَ فی أثَرِ الطَّیْرِ، ثُمَّ بِالْفاحِشَةِ، ثُمَّ بِالْقَتْلِ؟» فَقالَ: «یا ابْنَ رَسولِ اللهِ! فَما کانَ خَطیئَتُهُ؟» فَقالَ: «وَیْحَکَ! إنَّ داوُدَ إنَّما ظَنَّ أنَّ ما خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلْقاً هُوَ أعْلَمُ مِنْهُ. فَبَعَثَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إلَیْهِ الْمَلَکَیْنِ. فَتَسَوَّرا الْمِحْرابَ، فَقالا: «خَصْمانِ بَغی بَعْضُنا عَلی بَعْضٍ فَاحْکُمْ بَیْنَنا بِالْحَقِّ وَ لا تُشْطِطْ وَ اهْدِنا إلی سَواءِ الصِّراطِ إنَّ هذا أخی لَهُ تِسْعٌ وَ تِسْعونَ نَعْجَةً وَ لیَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أکْفِلْنیها وَ عَزَّنی فی الْخِطابِ»، فَعَجَّلَ داوُدُ علیه‌السلام عَلَی الْمُدَّعَی عَلَیْهِ، فَقالَ: «لَقَدْ ظَلَمَکَ بِسُؤالِ نَعْجَتِکَ إلی نِعاجِهِ» وَ لَمْ یَسْألِ الْمُدَّعیَ الْبَیِّنَةَ عَلَی ذَلِکَ وَ لَمْ یُقْبِلْ عَلَی الْمُدَّعَی عَلَیْهِ، فَیَقولَ لَهُ ما تَقولُ. فَکانَ هَذا خَطیئَةُ رَسْمِ الْحُکْمِ، لا ما ذَهَبْتُمْ إلَیْهِ. أ لا تَسْمَعُ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقولُ: «یا داوُدُ إنّا جَعَلْناکَ خَلیفَةً فی الْأرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوی» إلَی آخِرِ الْآیَةِ.» فَقالَ: «یا ابْنَ رَسولِ اللهِ! فَما قِصَّتُهُ مَعَ أوریا؟» فَقالَ الرِّضا علیه‌السلام: «إنَّ الْمَرْأةَ فی أیّامِ داوُدَ علیه‌السلام، کانَتْ إذا ماتَ بَعْلُها أوْ قُتِلَ، لا تَتَزَوَّجُ بَعْدَهُ أبَداً وَ أوَّلُ مَنْ أباحَ اللهُ لَهُ أنْ یَتَزَوَّجَ بِامْرَأةٍ قُتِلَ بَعْلُها، کانَ داوُدُ علیه‌السلام، فَتَزَوَّجَ بِامْرَأةِ أوریا لَمّا قُتِلَ وَ انْقَضَتْ عِدَّتُها مِنْهُ. فَذَلِکَ الَّذی شَقَّ عَلَی النّاسِ مِنْ قِبَلِ أوریا وَ أمّا مُحَمَّدٌ صلی‌الله‌علیه‌وآله وَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَ: «وَ تُخْفی فی نَفْسِکَ ما اللهُ مُبْدیهِ وَ تَخْشَی النّاسَ وَ اللهُ أحَقُّ أنْ تَخْشاهُ»، فَإنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَّفَ نَبیَّهُ صلی‌الله‌علیه‌وآله أسْماءَ أزْواجِهِ فی دارِ الدُّنْیا وَ أسْماءَ أزْواجِهِ فی دارِ الْآخِرَةِ وَ أنَّهُنَّ أُمَّهاتُ الْمُؤْمِنینَ وَ إحْداهُنَّ مَنْ سُمّیَ لَهُ، زَیْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَ هیَ یَوْمَئِذٍ تَحْتَ زَیْدِ بْنِ حارِثَةَ. فَأخْفَی اسْمَها فی نَفْسِهِ وَ لَمْ یُبْدِهِ، لِکَیْلا یَقولَ أحَدٌ مِنَ الْمُنافِقینَ: «إنَّهُ قالَ فی امْرَأةٍ فی بَیْتِ رَجُلٍ إنَّها إحْدَی أزْواجِهِ مِنْ أُمَّهاتِ الْمُؤْمِنینَ» وَ خَشیَ قَوْلَ الْمُنافِقینَ. فَقالَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَ: «وَ تَخْشَی النّاسَ وَ اللهُ أحَقُّ أنْ تَخْشاهُ»، یَعْنی فی نَفْسِکَ وَ إنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ ما تَوَلَّی تَزْویجَ أحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إلّا تَزْویجَ حَوّاءَ مِنْ آدَمَ علیه‌السلام وَ زَیْنَبَ مِنْ رَسولِ اللهِ صلی‌الله‌علیه‌وآله بِقَوْلِهِ: «فَلَمّا قَضی زَیْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناکَها» الْآیَةَ وَ فاطِمَةَ مِنْ عَلیٍّ علیهماالسلام.»» قالَ: «فَبَکَی عَلیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ، فَقالَ: «یا ابْنَ رَسولِ اللهِ! أنا تائِبٌ إلَی اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أنْ أنْطِقَ فی أنْبیاءِ اللهِ علیهم‌السلام بَعْدَ یَوْمی هَذا إلّا بِما ذَکَرْتَهُ.»»

کلیدواژه‌ها:

فهرست مطالب

باز کردن همه | بستن همه